عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2011, 06:51 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وعلى الرغم من أن أرسيني تاركوفسكي اعتبر ترجمته للأشعار الشرقية بمثابة سجنه المعنوي فإن التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى وذهنية الشعوب الأخرى في شتى مراحلها ساعده على إغناء عالمه الروحي والنفسي بالجديد من المواضيع الرؤى.


ويرتبط مصير أرسيني تاركوفسكي وأندريه تاركوفسكي لا بكونهما أباً وابناً فحسب بل بأنهما شاعران اشتهر أولهما بنظم الشعر وثانيهما بإخراج الأفلام السينمائية الحافلة بالروح الشعرية السامية. وليس من قبيل الصدفة أن أندريه طلب تاركوفسكي من والده إلقاء إحدى قصائده في فيلمه "طفولة إيفان" ثم سمعنا قصيدة أبيه الأخرى في فيلمه "المرآة" بلسان أحد أبطال الفيلم:



"لست أخشى لا من الوشاية ولا من السم
لست أهرب
فلا وجود للموت في هذا العالم
كل شيء أبدي أبدي
لا يجب أن نخشى الموت
لا في السابعة عشرة ولا في السبعين
توجد فقط حقيقة ونور
لا ظلام لا موت في هذا العالم
ونحن الآن جميعاً على الشاطئ البحري
وأنا أحد الذين يختارون شباكهم
عندما تمر الأبدية أسراباً..."


( ترجمة صحيفة "الثورة اليومية السياسية السورية 7 /5/2008)



توفي أرسيني تاركوفسكي يوم 27 مايو/آيار 1989 . واتخذت بلدية موسكو قراراً بتخليد ذكرى تاركوفسكي الأب وتاركوفسكي الابن بإنشاء متحف مشترك لهما عام 2010 بموسكو.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)