عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
5408
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
04-19-2011, 06:50 PM
المشاركة 1
04-19-2011, 06:50 PM
المشاركة 1
افتراضي أرسيني تاركوفسكي .. مترجم أبي العلاء المعري




أرسيني تاركوفسكي مترجم أبي العلاء المعري



من مقتطفات من روائع الأدب العالمي‏:


قبل صدور أول ديوان لأشعار أرسيني تاركوفسكي الوجدانية "تساقط الثلج" عام 1962 ذاع صيت مؤلفه ضمن خبراء وهواة الشعر بصفته مترجماً مبدعاً لأشعار شعوب الإتحاد السوفيتي منح حياة جديدة إلى ملحمة شعب كاراكالباكيا "أربعون فتاة". كما أنه أطلع القارئ السوفيتي على ديوان أبي العلاء المعري "اللزوميات".


وأدرج اسم أرسيني تاركوفسكي في قائمة أولئك الذين قاموا بتأسيس ظاهرة أدبية وعلمية فريدة من نوعها أطلقت عليها تسمية "مدرسة الترجمة الأدبية السوفيتية"، وذلك إلى جانب أساتذة مثل كورني تشوكوفسكي وصموئيل مارشاك وبوريس باسترناك وغيرهم من الشعراء المترجمين.


وأعقبت الديوان الأول دواوين أخرى. وبينها "النبي" عام 1969 و"أشعار" عام 1974" و"الجبال السحرية" عام 1978 و"النهار الشتوي" عام 1980 و"المختارات " وغيرها.


وبدا أن أرسيني تاركوفسكي قد دخل الأدب بكونه أستاذاً قديراً فتحت أمامه على مصراعيها رحاب الشعر الروسي وإمكاناته. غير أن سنة 1929 التي شهدت أول تجاربه الشعرية أعادت إلى أذهان القارئ أن ديوانه الأول نتاج العمل المتفاني والتأملات الفلسفية على مدى سنين عديدة.


عاش أرسيني تاركوفسكي أجواء الشعر والفن منذ أيام طفولته الباكرة. إذ أنه ولد عام 1907 بمدينة يليزفيتا غراد في عائلة ثوري روسي أمضى فترة طويلة في المنفى بمدينة إركوتسك في سيبيريا. وكان أقرباء تاركوفسكي كلهم يقرضون الشعر بمن فيهم والده الذي كان يتقن سبع لغات أوروبية بالإضافة إلى لغتين عريقتين. وكانت أمه من هواة الشعر وقد غرست في نفس أرسيني حب أشعار كل من بوشكين وليرمونتوف وبايرون وغوته وباراتينسكي وتيوتشيف وفيت وغيرهم من الشعراء الروس والأجانب البارزين. فغدت خدمة الأدب المغزى لحياة تاركوفسكي عقب ثورة عام 1917 في روسيا.



انتقل الشاعر عام 1925 إلى موسكو حيث درس في دورة الآداب العليا لدى اتحاد الشعراء. وكان ينشر أعماله الشعرية الساخرة الأولى بجريدة "غودوك" التي كانت تقدم منبرها آنذاك للكتاب البارزين مثل ميخائيل بولغاكوف ويوري أوليشا وفالنتين كاتاييف وإيليا إيلف ويفغيني بتروف.


ثم عمل أرسيني تاركوفسكى محرراً في الإذاعة السوفيتية ورئيساً لقسم الأدب في معهد للبحث العلمي. وكان ينظم أشعاره في كل مكان وكل زمان وحتى إبان الحرب حين خدم في هيئة تحرير صحيفة عسكرية. وكان الوحي الشعري يرافقه طوال حياته، إلا أن أشعاره لم تنشر إلا مرة واحدة في عام 1946 حين سمح له بطبع ديوانه. ولكن ما إن بدأت دار النشر في إعداد هذا الديوان حتى اتخذت اللجنة المركزية للحرب الشيوعي قراراً بخصوص مجلتي "زفيزدا" و"لينينغراد" تضمن اتهام كل من آنا اخماتوفا وبوريس باسترناك وميخائيل زوشينكو وغيرهم من الشعراء والأدباء البارزين وبضمنهم أرسيني تاركوفسكي بانحرافهم عن مذهب الواقعية الاشتراكية.وحرم على تاركوفسكي وسواه نشر مؤلفاته الشعرية أو كما يقال وجهوا إلى الترجة الأدبية بما يشبه المنفى أو بالأحرى فرض القيود على إبداعهم إذ لا يسمح لهم إلا بترجمة إبداع الأدباء الآخرين.


وظل أرسيني تاركوفسكي في منفاه الإبداعي طوال 15 سنة. وعكف على ترجمة الشعر الشرقي بما فيه شعر أبي العلاء المعري. ولم يكن أرسيني تاركوفسكي بالطبع يتقن اللغة العربية. وكان المستعربون يترجمون له معاني قصائد الشعراء الشرقيين ترجمة نثرية يعتمدها تاركوفسكي في نظم أشعاره التي سميت عند نشرها ترجمة أشعار تشافشافادزي وترجمة أشعار أبيالعلاء المعري وما إلى ذلك. وتطرق أرسيني تاركوفسكي إلى هذا الموضوع في قصيدته "المترجم" واصفاً مهنة المترجم الأدبي بما يلي:



لماذا بِعتُ خيرة سنوات عمري
في خدمة إبداع الآخرين
آه من ترجماتي الشرقيةِ
إنها أكبر صداع لرأسي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)