عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2016, 06:54 AM
المشاركة 2140
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فاتني مشاهدة ذلك البرنامج عن مفدي زكريا الذي تبثه الجزيرة هذه الايام ولم أتمكن من التعرف على تفاصيل طفولته رغم انني بحثت في سيرته الذاتية واردت ان اعرف ان كان يتيما وهو صاحب هذه القصائد الرائعة التي لا يمكن ان يكتبها الا يتيم؟!

لكن هذه الأبيات للشاعر الجزائري الكبير مفدي زكريا ربما تقول شيئا عن تلك الطفولة بالتلميح وليس بالتصريح فهو يقول عن نفسه في البيت الثالث انه نشا مقصوص الجناح واظنه يشير الي يتمه فهل كان مفدي يتيما ؟
واتصور انه لا بد ان يكون يتيم فلا يمكن لقصيدة مثل هذه التي يقولها في حق شهيد ان تأتي من غير يتيم ولو ان السجن يفعل الافاعيل فكيف اذا التقى اليتم والغربة والسجن والاستعمار وقهره عند شخص مرهف حساس مثل مفدي زكريا ؟


لـيس**الشمال*بمثل*شوقي*عاجزا لـو*أن*فـي*بعض*النفوس*سخاءَ
إن*الـجـزائـر*كـالـكنانة*حرة تـلـد**الـرجال*وتنجب*العظماء
نـشـأ**الأمـير*مع*الأمير*منعما بـيـن*الـرياض*يساجل*الورقاء
ونـشأت**مقصوص*الجناح*معذبا أقـضـي**الحياة*مضاضة*وعناء
لـو*ذقـت*من*كاس*النعيم*صُبابة لـغـدوت**أحـمل*للقريض*لواء
ما*اليأس*في*طلب*العلا*من*شيمتي إنـي*أعـد*الـقـانـطـين*إماء
لا*يـأس*فـي*هـذا*الوجود*فإنني لا**أنـثـنـي*أو*أبـلغ*الجوزاء.
*
وهذه قصيدته الذبيح الصاعد :
*
الذبيح الصاعد
مفدي زكريا

قـام*يـخـتـال*كـالمسيح*وئيدا يـتـهـادى**نشوانَ،*يتلو*النشيدا
بـاسـمَ*الثغر،*كالملائك،*أو*كالْ طفـل،**يـسـتقبل*الصباح*الجديدا
شـامـخـاً*أنـفـه،*جلالاً*وتيهاً رافـعـاً**رأسَـه،*يناجي*الخلودا
رافـلاً*فـي*خلاخل،*زغردت*تمـ لأُ*مِـن*لـحـنها*الفضاء*البعيدا!
حـالـمـاً،**كـالكليم،*كلّمه*المج د،**فـشـد*الحبال*يبغي*الصعودا
وتـسـامى،*كالروح،*في*ليلة*القد ر،**سـلاماً،*يشِعُّ*في*الكون*عيدا
وامـتطى*مذبح*البطولة*معرا جاً ووافـى**الـسـماءَ*يرجو*المزيدا
وتـعـالى،**مثل*المؤذن،*يتلو… كـلـمات**الهدى،*ويدعو*الرقودا
صـرخـة،*تـرجف*العوالم*منها ونـداءٌ*مـضـى*يـهز*الوجودا:
((اشـنقوني،**فلست*أخشى*حبالا واصـلبوني*فلست*أخشى*حديدا))
((وامـتـثـل**سافراً*محياك*جلا دي،*ولا*تـلـتثم،*فلستُ*حقودا))
((واقض*يا*موت*فيّ*ما*أنت*قاضٍ أنا**راضٍ*إن*عاش*شعبي*سعيدا))
((أنـا**إن*مـت،*فالجزائر*تحيا، حـرة،*مـسـتـقـلة،*لن*تبيدا))
قـولـةٌ*ردَّد*الـزمـان*صـداها قـدُسِـيـاً،*فـأحـسـنَ*الترديدا
احـفـظـوهـا،*زكـيةً*كالمثاني وانـقُـلـوها،*للجيل،*ذكراً*مجيدا
وأقـيـمـوا،*من*شرعها*صلواتٍ ،**طـيـبـاتٍ،*ولـقنوها*الوليدا
زعـمـوا**قـتـلَه…وما*صلبوه ليس*في*الخالدين،*عيسى*الوحيدا!
لـفَّـه**جـبـرئيلُ*تحت*جناحي ه*إلـى*الـمـنتهى،*رضياً*شهيدا
وسـرى*فـي*فـم*الزمان*"زَبَانا" …*مـثـلاً،*في*فم*الزمان*شرودا
يـا"زبـانـا"،*أبـلـغ*رفاقَك*عنا فـي*السماوات،*قد*حفِظنا*العهودا
واروِ**عـن*ثورة*الجزائر،*للأف لاك،*والـكـائـنات،*ذكراً*مجيدا
ثـورةٌ،**لـم*تـكن*لـبغي،*وظلم فـي**بـلاد،*ثـارت*تفُكُّ*القيودا
ثـورةٌ،*تـمـلأ*الـعـوالمَ*رعباً وجـهـادٌ،*يـذرو*الطغاةَ*حصيدا
كـم**أتـيـنـا*من*الخوارق*فيها وبـهـرنـا،*بالمعجزات*الوجودا
وانـدفـعـنـا*مثلَ*الكواسر*نرتا دُ**الـمـنـايـا،*ونلتقي*البارودا
مـن*جـبـالٍ*رهـيبة،*شامخات ،*قـد*رفـعـنا*على*ذُراها*البنودا
وشـعـاب،**مـمـنَّـعات*براها مُـبـدعُ**الـكون،*للوغى*أُخدودا
وجـيـوشٍ،**مـضت،*يد*الله*تُزْجي ها،**وتَحمي*لواءَها*المعقودا
مـن**كـهولٍ،*يقودها*الموت*للنصـ ر،**فـتفتكُّ*نصرها*الموعودا
وشـبـابٍ،**مثل*النسورِ،*تَرامى لا*يـبـالـي*بـروحه،*أن*يجودا
وشـيـوخٍ،**مـحـنَّـكين،*كرام مُـلِّـئـت*حـكـمةً*ورأياً*سديدا
وصـبـايـا*مـخـدَّراتٍ*تبارى كـالـلَّـبـوءات،*تستفز*الجنودا
شـاركـتْ**فـي*الجهاد*آدمَ*حوا هُ*ومـدّت*مـعـاصـمـا*وزنودا
أعـمـلت*في*الجراح،*أنملَها*اللّد نَ،**وفي*الحرب*غُصنَها*الأُملودا
فـمـضى*الشعب،*بالجماجم*يبني أمــةً*حـرة،*وعـزاً*وطـيـدا
مـن*دمـاءٍ،*زكـية،*صبَّها*الأح رارُ*فـي*مـصْرَفِ*البقاء*رصيدا
ونـظـامٍ**تـخـطُّه*((ثورة*التح ريـر))*كـالوحي،*مستقيماً*رشيدا
وإذا*الـشـعـب*داهـمته*الرزايا ،**هبَّ*مستصرخاً،*وعاف*الركودا
وإذا*الـشـعـب*غازلته*الأماني، هـام*فـي*نـيْـلها،*يدُكُّ*السدودا
دولـة**الـظـلـم*للزوال،*إذا*ما أصـبـح**الـحرّ*للطَّغامِ*مَسودا!
لـيـس*فـي*الأرض*سادة*وعبيد كـيف*نرضى*بأن*نعيش*عبيدا؟!
أمـن**العدل،*صاحب*الدار*يشقى ودخـيـل**بـها،*يعيش*سعيدا؟!
أمـن**العدل،*صاحبَ*الدار*يَعرى ،*وغـريـبٌ*يحتلُّ*قصراً*مشيدا؟
ويـجـوعُ*ابـنـهـا،*فيعْدمُ*قوتاً ويـنـالُ*الـدخيل*عيشاً*رغيدا؟؟
ويـبـيـح**الـمستعمرون*حماها ويـظـل*ابـنُها،*طريداً*شريدا؟؟
يـا*ضَـلال*المستضعَفين،*إذا*هم ألـفوا**الذل،*واستطابوا*القعودا!!
لـيـس*فـي*الأرض،*بقعة*لذليل لـعـنـته*السما،*فعاش*طريدا…
يـا*سماء،*اصعَقي*الجبانَ،*ويا*أر ض**ابلعي،*القانع،*الخنوعَ،*البليدا
يـا**فـرنـسـا،*كفى*خداعا*فإنّا يـا*فـرنـسـا،*لقد*مللنا*الوعودا
صـرخ**الـشـعب*منذراً،*فتصا مَـمْـتِ،**وأبديت*جَفوة*وصدودا
سـكـت**الناطقون،*وانطلق*الرش شاش،*يـلـقـي*إلـيـكِ*قولاً*مفيدا:
((نـحـن**ثرنا،*فلات*حين*رجوعٍ أو*نـنـالَ*اسـتـقلالَنا*المنشودا))
يـا**فـرنـسا*امطري*حديداً*ونارا وامـلـئي**الأرض*والسماء*جنودا
واضـرمـيها*عرْض*البلاد*شعالي لَ،**فـتـغـدو*لها*الضعاف*وقودا
واسـتـشيطي**على*العروبة*غيظاً وامـلـئـي*الشرق*والهلال*وعيدا
سـوف*لا*يـعدَمُ*الهلال*صلاحَ*الد ديـن،*فاستصرِخي*الصليب*الحقودا
واحـشُري*في*غياهب*السجن*شعبا سِـيـمَ**خـسـفاً،*فعاد*شعباً*عنيدا
واجـعلي*"بربروس"*مثوى*الضحايا إن**فـي*بـربـروس*مجداً*تليدا!!
واربِـطـي،**في*خياشم*الفلك*الدو وار**حـبـلاً،*وأوثـقـي*منه*جيدا
عـطّـلـي**سـنـة*الاله*كما*عط طلتِ*من*قبلُ*"هوشمينَ"(1)*المريدا…
إن*مـن*يُـهـمل*الدروس،*وينسى ضـربـاتِ**الزمان،*لن*يستفيدا…
نـسـيَـت*درسَـهـا*فرنسا،*فلقن نا فـرنـسـا**بالحرب،*درساً*جديدا!
وجـعـلـنـا*لـجـندها*"دار*لقمَا نَ"(2)*قـبوراً،*ملءَ*الثرى*ولحودا!
يـا*"زبـانـا"*ويـا*رفـاق*"زبانا" عـشـتـمُ**كـالوجود،*دهراً*مديدا
كـل**مـن*فـي*الـبـلاد*أضحى "زبانا" وتمنى*بأن*يموت*"شهيدا"!!
أنـتـم*يـا*رفـاقُ،*قـربانُ*شعب كـنـتـم**الـبعثَ*فيه*والتجديدا!!
فـاقـبـلوها**ابتهالةً،*صنع*الرش شاشُ**أوزانـهَـا،*فصارت*قصيدا!!
واسـتـريـحـوا،*إلى*جوارِ*كريمٍ واطـمـئـنـوا،**فإننا*لن*نحيدا!!