عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2016, 02:02 PM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالسادة الأساتذة

الوعي السليم مستمد من مدى موسوعية الثقافة التي يحملها الفرد إضافة إلى إدراك أصول هذه الثقافات

فالمتمذهب أساسا يصعب إقناعه بما وراء المذهب ، و لا يمكنه أن يفكر خارج هذا الإطار و السياج الذي يحيط معارفه ، فكل ما خالف معتقده يراه خاطئا يعتريه قصور من نوع ما ، فهو على الدوام يجد لكل مستجد رابطا يربطه بمذهبه .

و اللغة تعتبر ذلك الوعاء الحامل للمذهب وهي وسيلة تفكير ، و لن يتحرج الذي يعتبر التين و الزيتون هما الحسن والحسين فمذهبيته تسوغ له حمل الدال على مدلول آخر و لن يضيره كسر تلك العلاقة المتينة بين الإسم والمسمى .

ذكر الأستاذ سليم استقلالية الفكر كأساس للوعي ، وأظن كل المناهج التربوية تفتقر إلى هذه الاستقلالية سواء تعلق الأمر بمؤسسة الأسرة أو مؤسسات التعليم أو حتى الثقافة السائدة مجتمعيا ، فكلها تحمل قيما وأفكارا تجعل من الاستقلالية بعيدة المنال ما لم يتسلح المرء بحس نقدي وافر و قدرة على تقبل الرأي الآخر و لو من حيث المبدأ و سعيا لاستكشاف البنى التي يقوم عليها لتوسيع ثقافته و إدراكه و من ثم وعيه بمختلف القراءات التي يثيرها موضوع معين .

تختلف قناعات الفرد الشخصية عن سلوكه الجماعي ، فإذا انخرط الشخص في جماعة معينة ينصهر كليا في تلك اللحظة في وعي الجماعة و ينصاع الجميع فيها للقائد بتلقائة ، و القائد هنا قد يكون أفقر هؤلاء ثقافة و وعيا ، لكنه يتصف بصفات القدرة على التعبئة " التحريض " و الزعامة و خطابه معرفيا قد يكون فارغا ومليئا بالمتناقضات وحتى المستحيلات ، لكن العقل الجمعي لا يولي اهتماما للمنطق ، بل يكون مستعدا للفعل والإنجاز و هو مسلوب بقوة الجماعة .

وشكرا