عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2011, 05:55 PM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حداء الصائمين


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .

للصائمين نغمات خاصة ، وأهازيج موقرة وحداء خالد .

للصائمون أكثر الناس ذكرا لله عز وجل تسبيحا وتهليلا وتكبيرا واستغفارا ، إذا طال النهار على

الصائمين قصروه بالأذكار ، وإذا آلمهم الجوع أذهبت حرارته الأذكار ، فهم من ذكرهم في متعة ، ومن

تسبيحهم في سعادة . يذكرون الله فيذكرهم : ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: من الآية152) ﴿

ويشكرونه فيزيدهم ﴾ (إبراهيم: من الآية7)

الصائمون الصادقون يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم .

الصائمون الصادقون تطمئن قلوبهم بذكر الله ، وتسعد أرواحهم بحب الله ، وترتاح نفوسهم بالشوق

إلى الله صح عنه عليه الصلاة والسلام أ،ه قال :"مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي

والميت "( ) فلا إله إلا الله كم من ميت ما عرف الذكر وهو يعيش في الحياة ويأكل ويشرب ويسرح

ويمرح ؟ ولكنه ما عرف الحياة أبدا .

وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "سبق المفردون . قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟

قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات"( )

الصائم الذاكر أسبق الناس إلى الخيرات ، سريع إلى الجنة ، بعيد عن النار ، سجلاته مليئة بالحسنات

، مفعمة بالخيرات ، فهنيئا له .

صح عنه عليه الصلاة والسلام أ،ه قال لرجل سأله عن عمل يتشبث به . قال له : " لا يزال لسانك

رطبا من ذكر الله "( )

والتعبير هذا جميل كل الجمال ، غاية في الروعة ، نهاية الإبداع ، كيف يجوع الصائم وهو يذكر الله

دائما ، كيف يظمأ الصائم وهو يسبح بحمد الله أبدا .

أذكرونا مثل ذكرانا لكم
رب ذكرى قربت من نزحا


واذكروا صبا إذا مر بكم
سكب الدمع ونادى الفرحا


الذاكرون الله كثيرا هم الذين يذكرونه مع خروج الأنفاس وتلاقي الشفتين . وتعاقب اللحظات .

الذاكرون الله كثيرا سجلوا بذكرهم أعظم الأجور وأعلى الأمنيات وأجزل الأعطيات.

إذا أعرض بعض المقصرين عن ذكر رب العالمين ، اجتاحتهم الهموم ، وأحدقت بهم الغموم ، وتوالت

عليهم الأحزان ، عندهم الدواء ولكن تناولوه ، ولديهم العلاج ولكن ما عرفوه : ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ

الْقُلُوبُ ﴾ (الرعد: من الآية28)

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة

"( )فكم من النخيل يفوت أهل النوم الثقيل والعبث الطويل .

أتشفق للمصر على الخطايا
وترحمه ونفسك ما رحمتا


تقطعني على التفريط دوما
وبالتفريط دهرك قد قطعتا


صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر

أحب إلى مما طلعت عليه الشمس"( )

ما هي الدنيا ؟ ما هو ذهبها ؟ وما هي فضتها ؟ أي شئ قصورها ودورها ؟ هكذا يزنها عليه الصلاة

والسلام ، ويثمنها فكل ما طلعت عليه الشمس لا يساوي " سبحان الله ولا اله إلا الله والله أكبر "

فهل من ذاكر يملأ ساعاته بهذه الكلمات الغاليات ليجدها يوم العرض الأكبر نورا وحبورا وسرورا.

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من

إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا

رسول الله : قال ذكر الله تعالى "( )

كان الأبرار إذا صلوا الفجر يذكرون الله عز وجل حتى يرتفع النهار ، كان بعضهم ينشر مصحفه بعد

صلاة الفجر فيسرح طرفه في الآيات البينات والحكم البالغات فيملأ صدره نورا وديوانه أجرا .

إن المقصر كل التقصير من فاته رمضان ، ولم يسعد فيه بذكر ربه ، ولم يصرف ساعاته في تسبيح

مولاه .

فهل من مثابر يغتنم أنفاس العمر ودقائق الزمن ؟

دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني


فارفع لنفسك قبل موت ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني

//

~ ويبقى الأمل ...