عرفتك و أنا طفلة ..أخطو
أولى الخطوات..
علموني ..و أصروا ..
ثم كبرت.. فعلموني وأصروا أكثر ثم أخبروني حكايتك
منذ البدايات ..
قالوا..
أنك ..حملت حلمك وسرت
نحت صخرا ..صعدت جبالا..
عبرت أنهارا و"وديانا"
كي يكبر ..الحلم
تثمر الزهرات
وتحمل ألوانا
و أنك ..
مررت بعثرات .. و عثرات
وما أنحنى ظهرك..
ولا زعزعتك هزات..
أنت
كما أنت ..
دائما
قمرا ساطعا
في كل الفترات
حانية
على غريب مر..
جريح يشكو ..
لم تسألي أبدا ..
من أين جاء الغريب؟
لماذا ؟ أو إلى متى؟
ما همك
شكل ..لون أو دين ..
كانو أبناءا..
كلهم
بيض ..حمر ..سمر..سود...
أرضعت الكل ..رغم الجدب أحيانا
و العوز و الفقر سنين...
يا أما
يكبر الزمن
تشيخ الأيام.. و تبقى خضراء
ياوطنا يحوي الحلم و الرؤيا
يا فرحا .. نكبر به ويهدينا أيامنا و أمانينا
يا جسرا مررنا
نحو المجد و نحو العزة
يمتد بنا و نعلو به...
وحدنا رغم تباعدنا
ظل يحوينا و يحمينا
فسيفساء نحن جمعت قطعنا و صنعت أجمل اللوحات
و بنا فزت ..
و تربعت أميرة هذا الفن ..
فرشت شعرك ..أرضعتنا حبا
أسبلت جفونك علينا غطاءا
كلما مر ضيم إلا و أمتد عودك شامخا كشجر
السرو
أنس وإيناس أنت
نأنس بك و إليك نستأنس..
يستطاب العيش في ظلك..
في دفىء أحضانك نعشق الظلمة وعتمة الليل .
ويكبر العشق بنا حتى ما...
بعد الرحيل..
فنخلد في جوفك.