عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2010, 08:39 AM
المشاركة 13
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السياب و الدارجة:

.. و الحقُّ أنَّ مَا شَابَ شعر السَّياب من مظاهر ( الدارجة) يتخذ نمطين :
  1. نمطاً أشارَ إليه بدر , و اعترف به , و نص عليه , كما فعل عند استعماله ( البلم) في ( الأساطير), ... أو إشارته إلي أغنية الأطفال في (شناشيل إبنة الحلبي ) :
يا مطرا يا شاشة
عبّر بنات الباشة
يا مطرا يا حلبي
عبّر بنات الحلبي !

2.أمّا النمط الآخر ,فقد تسلل إلي شعره بدون شعور منه , و هو كثير الورود في شعره , ...) ص50


( ... و الآن دعنا نتبين بعض مظاهر الدارجة في شعره:
  1. قال السياب :
زَحَمَ القلبُ موجه = فغنا القلب و انقهر
و قد استعمل مطاوع قهرالدال على الغلبة في الفصيحة , و قد جارى العامة في استعماله بمعنى الحُزن .

  1. و تلق من دمها الكلاب و ينخر الدود الشفاها .
و تلق في الفصيحة: ضرب العين بالكف (اللسان لقق)
و لم تخصها بالكلاب كما تفعل العامة.

  1. ماذا تريد العيونُ السودُ من رجلٍ = قد حاش زهر الخطايا حين لاقاها
و في البيت أمران:
1. استعمال حاش بمعنى حشَّ الذي يفيد القطع بعد الجفاف (المصباح المنير )
2. قوله: لاقاها و يريد لقيتها كما تفعل الدارجة.

... 8. كما استعمل ازلزلت و ازحزحت استعمال الدارجة بدل : تزلزت و تزحزحت و شبههما قال :
- و ازلزلت لثة الشيخ التي هرئت
من شدقه الأدرد المغفور تندلقُ

-حتى تُذري رماداً كلَّ مسْتند
و ازحزحت عنْ رِقاب الناس انيار ... ) ص55-57

الصَّرف في شعر السياب:
يلفت الدّارس للصرف في شعر بدر ,اشتماله على جملة من الصيغ و التراكيب بعضها تعرفه الفصيحة و تقره
, و أخرى (جديدة ) ليست بعيدة عن فصيحة العصر.
من ذلك:
أ‌. التضعيف و التخفيف:
- تطّفأ الكواكب و هي تسقط كالشرر
- ضوّأ الشطآن مُصباح كئيب في سفينة
- و أكاد أحطمه فتحطمني عينان جائعتان كالدنيا .

ب‌. الجمع :
1. من جموع بدر التي لا تجيزها الفصيحة , جمعه الفقاعة على فقائع بدل فقاعات , لأن فعائل مفردها فعيلة.
تكلله الفقائع عاد أخضر , عاد أسمر , غص بالألغام و اللهف
تراقصت الفقائع و هي تفجر إنَّه الرُّطب .

2. جمعه للرماد –و هو اسم جنس جمعي – لا يجمع ...
قال بدر :
الموتُ من أثمارهن و بعض أرمدة النهار

الموتُ من أمطارهن و بعض أرمدة النهار

الموتُ من ألوانهن و بعض أرمدة النهار

3. (... عدم إجازة الفصحية أقوال السياب :
كالأنجم الزرقاء و الحمراء في أفق الصغير
تلك أطيار الغد الزرقاء و الغبراء ....)
4. ولعه بتأنيث المصدر و الاسم :
المصدر:
و أحسب أنه سرى إليه من الدارجة , فيما يبدو كأنه مصدر المرة و ليس به
و تصاغ من الفعل التام الدال على حدث , و لا تصاغ من الفعل الناقص و لا الدال على معنى عقلي ....
و من تجاوز السياب في ذلك:
... أحس بإنكسارة الظنون في الضمير
- دثاري الآثام و الخطايا , و مهدي اختلاجة البغايا
-دفء الشتاء فيه , و ارتعاشة الخريف

تأنيث الاسم:
تأنيثه الظل في قوله:
و أوقدت المدينة نارها في ظلة الموت

5. استعمل بدر صيغ: عطشانة , بردانة , فرحانة
6. شيوع البناء الرباعي الذي جاء من الثاني المكرر: حمحم , دندن , زلزل , كركر .... ) ص63-93