الموضوع
:
قصيدة النثر ( إضاءات )
عرض مشاركة واحدة
10-27-2010, 06:52 PM
المشاركة
8
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ها قد عدنا لهذا الموضوع الشيق والجميل , ولن نتركه حتى نلم بكل جوانبه إن شاء الله .
منذ بداياتها وقصيدة النثر تند عن التعريف . ويشير اسمها الجامع للمتناقضين إلى السبب الواضح لذلك :
الطبيعة المتسمة بالمفارقة والمتضمنة للتناقض . فقد كان بمثابة اسم حركي (مع قليل من اللعب بالألفاظ ) .
كان لابد من أن يحدث شيء ثوري ، فقد كانت ثمة ضرورة للانفلات من إسار الشعر التقليدي ؛ وكان لابد أن يتم
الطعن في الجماليات التي جعلت من النظم العروضي عنصرا ً جوهريا ً في فن الشعر .
وبدافع من هذا التطلع كان ما كتبه بودلير في مقدمته إلى آرسين هيوساي :
( من منا لم يحلم في أيام طموحه بمعجزة نثر شعري يكون موسيقيا ً بلا وزن ولا قافية ؟... ) .
دائما ً ما كان هناك منزعان متعارضان في الشعر : ينحو الأول إلى تزايد الضوابط ، والآخر إلى التحرر من الضوابط .
وتنتمي قصيدة النثر إلى النهج الثاني .
في فترات أخرى نلاحظ الحث على اطراح القواعد الشكلية :
فالقافية ، أو قواعد علامات الترقيم قد أُسقطت من الحسبان ، والوزن المطرد قد حل َّ محله الشعر الحر .
أما قصيدة النثر فتنطوي على تغيير أكثر جذرية ؛ ويمتد ليشمل النص بالكامل .
إنه نوع أدبي نشأ بالأساس على مبدأ الاستبعاد أو الاطراح .
وقد انبثق بصدد هذا النوع تياران نقديان : المدرسة الأولى : تمضي بعناد للبحث عن خصائص النظم في قصيدة النثر .
والحقيقة أن هؤلاء النقاد فعليا لم يتقبلوا أبدا ً فكرة إمكانية وجود ما يمكن اعتباره شعرا ً بدون نظم، وأن شعرا ً حقيقيا ًخارج النظم ممكن وجوده .
النقاد المتعسفون من هذا القبيل يقرون بالشعرية في النثر فقط حين يمكنهم الإمساك بما يشبه بنية نظام وزني متخفية ،
أو حين يعتقدون أن بإمكانهم إثبات أن قصيدة النثر بها الحس الموسيقي للنظم ولكنها تختلف عنه في افتقادها لتساوي طول الأبيات أو للوحدة العروضية.
هذا وللحديث بقية إن شاء الله ...
رد مع الإقتباس