عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2010, 06:52 PM
المشاركة 8
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ها قد عدنا لهذا الموضوع الشيق والجميل , ولن نتركه حتى نلم بكل جوانبه إن شاء الله .

منذ بداياتها وقصيدة النثر تند عن التعريف . ويشير اسمها الجامع للمتناقضين إلى السبب الواضح لذلك :

الطبيعة المتسمة بالمفارقة والمتضمنة للتناقض . فقد كان بمثابة اسم حركي (مع قليل من اللعب بالألفاظ ) .

كان لابد من أن يحدث شيء ثوري ، فقد كانت ثمة ضرورة للانفلات من إسار الشعر التقليدي ؛ وكان لابد أن يتم

الطعن في الجماليات التي جعلت من النظم العروضي عنصرا ً جوهريا ً في فن الشعر .

وبدافع من هذا التطلع كان ما كتبه بودلير في مقدمته إلى آرسين هيوساي :

( من منا لم يحلم في أيام طموحه بمعجزة نثر شعري يكون موسيقيا ً بلا وزن ولا قافية ؟... ) .

دائما ً ما كان هناك منزعان متعارضان في الشعر : ينحو الأول إلى تزايد الضوابط ، والآخر إلى التحرر من الضوابط .

وتنتمي قصيدة النثر إلى النهج الثاني .

في فترات أخرى نلاحظ الحث على اطراح القواعد الشكلية :

فالقافية ، أو قواعد علامات الترقيم قد أُسقطت من الحسبان ، والوزن المطرد قد حل َّ محله الشعر الحر .

أما قصيدة النثر فتنطوي على تغيير أكثر جذرية ؛ ويمتد ليشمل النص بالكامل .

إنه نوع أدبي نشأ بالأساس على مبدأ الاستبعاد أو الاطراح .

وقد انبثق بصدد هذا النوع تياران نقديان : المدرسة الأولى : تمضي بعناد للبحث عن خصائص النظم في قصيدة النثر .

والحقيقة أن هؤلاء النقاد فعليا لم يتقبلوا أبدا ً فكرة إمكانية وجود ما يمكن اعتباره شعرا ً بدون نظم، وأن شعرا ً حقيقيا ًخارج النظم ممكن وجوده .

النقاد المتعسفون من هذا القبيل يقرون بالشعرية في النثر فقط حين يمكنهم الإمساك بما يشبه بنية نظام وزني متخفية ،

أو حين يعتقدون أن بإمكانهم إثبات أن قصيدة النثر بها الحس الموسيقي للنظم ولكنها تختلف عنه في افتقادها لتساوي طول الأبيات أو للوحدة العروضية.

هذا وللحديث بقية إن شاء الله ...