عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2021, 06:23 PM
المشاركة 12
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: هل صحيح ماتقوله الداعية؟!
أخي عبد الكريم :
أتفق معك فيما قلته
لابد من معرفة التوجّه
لهذه الداعية قبل الخوض
في النقاش ..
بخصوص شطحات الصوفية
هنا اختلف معك فالصوفية هي من
تنتهج مبدأ الوسطية والاعتدال دون
إفراط ولاتفريط ..
اصحاب الشطحات لاينتسبون إلى الصوفية
الصوفية شعارهم:
سلامة اللسان من الذم
وسلامة اليد من الدم

والسلام
أخي الكريم عبد القادر

جزيل الشكر لإثراء النقاش

أتفق معك أن الصوفية تهتم بتهذيب النفس ونشر الخلق الإسلامي الحميد
لكن لبعض طرقها بدعا وآراء مخالفة للعقيدة والسنة النبوية الشريفة
كتعظيمها قول شيخ الطريقة وتقديسه أكثر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم
وقولها إن الواجب على المريد أن يكون أمام شيخه كالميت بين يدي الغاسل، لا يحرك ساكنًا ولا ينكر على شيخه شيئًا ولو رآه يفعل المعاصي. لا ينكر لأن الشيخ أعلم منه، ولا يغير شيئًا إلا بمشورة الشيخ ورأيه كالميت بين يدي الغاسل ليس له حركة ولا رأي ولا إرادة ولا شيء إلا ما قاله الشيخ.
وادعاء بعض أقطابها أن الشيخ الولي أفضل من الأنبياء، كسعد الدين حمويه الصوفي الذي يرى أن واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة، ولأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة، ثم يبيّن ذلك في أبياته قائلا:

الحرف الأول من كلمة الولاية هو الـــواو
والواو في وســــطها ألف أيها المــــــريد
والحرف الأول من كلمة النبوة هو النون
والنـــــــون في وســــــــطها حرف الواو
فإذن الــــــــــوليّ قــــــلب النبي وروحه
وروح الـــــــــوليّ هو ذات الله ونفـــسه

وغير ذلك من أقوالهم وأفعالهم مما لا يتسع المقام لذكره.

ومعلوم تاريخيا أن أغلب الطرق المنتسبة إلى الصوفية هادنت الاستعمار الغربي للدول الإسلامية وتعاونت معه، باستثناء بعض منها كالزاوية السنوسية بليبيا، والطائفة التيجانية بالسنغال، ومما قاله المارشال الفرنسي بيجو ( الحاكم العسكري للجزائر من سنة 1840 إلى سنة 1847 ) يشكر تعاون زوايا صوفية مع الاستعمار الفرنسي : "إن الحكومة الفرنسية تُعظِّم زاوية من زوايا الطرق، أكثر من تعظيمها لثكنة جنودها وقوادها، وأن الذي يحارب الطرق إنما يحارب فرنسا"

وجدير بالذكر أن الأسلم لدين المرء أن يأخذ دينه عمن يثق في علمهم وصدق منهجهم، فقد رَوى البخاري في "صحيحه" بسنده إلى حُذَيفَة بن اليمان رضِي الله عنه؛ أنَّه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلتُ: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير مِن شر؟ قال: نعم، قلتُ: وهل بعد ذلك الشر مِن خير؟ قال: نعم، وفيه دَخَنٌ، قلتُ: وما دَخَنُه؟ قال: قومٌ يَهْدُون بغير هَدْيِي، تَعْرِف منهم وتُنْكِر، قلتُ: فهل بعد ذلك الخير مِن شر؟ قال: نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها قلتُ: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: هُمْ مِن جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسِنتِنا، قلتُ: فما تأمرني إنْ أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامَهم، قلتُ: فإن لم يكُن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصْل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنتَ على ذلك.

وتفسير القرآن له ضوابط عند العلماء منها أن يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالسنة المطهرة الصحيحة، ثم بأقوال الصحابة، مع الابتعاد عن الآثار الضعيفة، والموضوعة، والإسرائيليات، ولا بد للمفسر من معرفة اللغة العربية، وقواعدها، وآدابها (النحو، والصرف، والاشتقاق، والبلاغة)، ومعرفة أصول الفقه وعلم القراءات، قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالمًا بلغة العرب. وقال مالك: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب، يفسر كتاب الله، إلا جعلته نكالًا.

وقد كان تفسير وتأويل القرآن بجهل مطبوع بالتعصب وهوى النفس، سبب ظهور الخوارج، أول فرقة مخالفة في تاريخ الإسلام، وما تبعه بعد ذلك من نشوء فرق عديدة ساهمت في انقسام وتشرذم الأمة الإسلامية.

وقد روي عن الإمام مالكٌ رحمه الله أنه قال : لا يؤخذ العلم عن أربعةٍ: سفيهٍ يُعلن السفهَ وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به.

وقال محمد بن سيرين : إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. فلا يجوز للمرء أن يقلد في دينه المبتدعة وأهل الأهواء، ففي سنن الدارمي عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، قال: فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر: وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟! قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبك.


تحياتي وتقديري