عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2011, 11:41 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

مختارات من السيدة لعازر




ها قد فعلتُها مجدداً


كلّ سنة من أصل عشر


أفلح


لكأنني معجزة نقّالة


بشرتي برّاقة


كظلالِ مصباحٍ نازيّ



....



قدمي اليمنى مثقلةٌ للأوراق


وجهي كتّانٌ يهوديٌّ ناعم


بلا قسمات



....



إنزع القشرة عنه


يا عدوّي


أتراني أخيفكَ؟



....



الأنف، محجراً العينين، طقم الأسنان كاملاً؟


لا تقلق، النَّفَس النتن


سوف يختفي في غضون يوم



....



قريباً، قريباً اللحم


الذي التهَمَه كهف القبر


سيكون بيتي



....



وامرأةً مبتسمةً سأكون


لم أزل في الثلاثين


و لديَّ مثل القطة تسع محاولات لأموت



....



هذه محاولتي الثالثة


يا له هراء


أن أبيد نفسي كل عشر سنين



....



يا لها ملايين الأسلاك:


الحشد الطاحن للبندق


يتدافع ليراها



....



يفضّونني يداً وقدماً


عرض التعرّي الكبير


سيداتي سادتي



....



تلك يدايَ


وركبتايَ


قد أكون من جلدٍ وعظم



....



لكني المرأة ذاتها، أنا نفسها


المرّة الأولى حصل فيها ذلك كنتُ في العاشرة


كان حادثة



....



المرّة الثانية وددتُ


أن أمضي قدماً ولا أرجع أبداً


صرتُ أتأرجح مغلقةً



....



كصدفة


اضطروا الى المناداة والمناداة


وإلى انتزاع الديدان عنّي كأنها لآلىء دبقة



....





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)