الموضوع: كعكٌ وغضبْ
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2950
 
عبدالكريم شكوكاني
من آل منابر ثقافية

عبدالكريم شكوكاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
280

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jan 2011

الاقامة

رقم العضوية
9674
06-21-2012, 07:37 PM
المشاركة 1
06-21-2012, 07:37 PM
المشاركة 1
Arrow كعكٌ وغضبْ
كعكٌ وغضبْ




ما زالَ في القدسِ العتيقةِ..
بائعُ الكعكِ العجوزُ منارةً
يَتنسمُ الصبحَ البهيجَ مع الضياءْ
يُنبي بأنَّ البارَ مِلكي صادقٌ في حَضرةٍ للأنبياءْ*
وبأنَّ في المدنِ العتيقةِ..
مَن يبيعُ الكعكَ آتٍ مِع دموعِ الأولياءْ
فلِذا تراهمْ غاضبينَ بِكبرياءْ
في كلِّ يومٍ مع تباشيرِ الصباحِ لِكعكهِ يشدو الغِناءْ
ويُردِّدُ الموَّالَ في صوتٍ هديلْ
من سمسمِ اللطرونِ وجهُ الكعكِ وضَّاحٌ جميلْ*
يَغبرُّ عندَ مرورِ خَزْريٍّ بشارعنا دخيلْ
والفوحُ رائحةٌ لطيبٍ ..
مَحلبُ واليانَسون وزَنجبيلْ
وهوَ الأصيلُ مع المكانْ
فالكعكُ يرفضُ أن يكونَ ملاذهُ الوطن البديلْ
في رفِّ مَولٍ يَنزوي كتراثِ ذِكرى للمرورْ
أو فوقَ سُفرةِ مطعمٍ راقٍ تُجاورهُ الخُمورْ
هوَ في المكانِ مكانهُ لا قصَّةً بينَ السطورْ
هوَ حفرُ تاريخٍ تراهُ في العمائرِ والصخورْ
في القدسِ يَسكننا الغضبْ
غضبٌ على عاتٍ لموطننا اغتصبْ
وعلى خَؤونٍ يستظلُ بأجنبيْ
في يومِ مقتلنا تراهُ قد شجبْ
ويعيشُ حزناً مصطنعْ
من ثمَّ يهدأ ساخطاً فيلومنا
يرمي علينا كلَّ أنواعِ العتبْ
لا تزعجوا السلطانَ يا أهلَ البلادْ
فجلالهُ فَحلٌ يُبيِّضُ وجهنا في المُغتربْ
فلهُ الشهادةُ في مواخيرِ الدعارةِ..
فهوَ في ميدانها فحلٌ يُواجه مُنتخبْ
زُبدُ الحكايةِ كعكةٌ غَضبتْ فَفجَّرَ قلبها وجهَ المساءْ
وتناثرَ الخوفُ الفظيعُ على وجوهِ مَن ادعوا حُكم السماءْ
في وقتها
كانت لكعكِ القدسِ أصداءٌ ووهجٌ يُستضاءْ
وأتى سلامٌ يستمدُ العُهرَ من دورِ الدعارةِ والبغاءْ
يجترُّ حلَّاً من خيالِ الواهمينَ الأغبياءْ
ويَظلُّ في القدسِ العتيقةِ بائعُ الكعكِ المغنِّي للبقاءْ
يبْرَا من العُرسِ المُزيفِ والجنينِ وأمّهِ والمُدَّعينَ والادِّعاءْ






*ملكي صادق الثابت أنه رجل صالح من الكنعانيين اليبوسيين ..ويحكى عنه في المراجع اليهودية والمسيحية أنه كان نبياً وإنه ولد بإعجازٍ ورفع للقدوس بإعجاز وأنه استقبل سيدنا ابراهيم عليه السلام في القدس ورحب به
والله أعلم
*اللطرون هي منطقة تقع بين القدس واللد وقد حاول اليهود في حرب 1948 العبور منها إلى القدس ومنعتهم قوة من الجيش الأردني وقوات من اللد وتشمل هذه المنطقة عدة قرى