مدينة الورد
عبدالوهاب البياتي
أطوف في حدائق الورد
أبحث عمن أيقظت وجدي
و تركتني صرخة في الدنا
أندب ما قبلي و ما بعدي
بسرها تبوح للمد
وجدت نفسي ضائعا وحدي
ينزف في ليل المنافي دمي
و يحفر الطاغوت لي لحدي
لكنني صرخت في القبر : لا
في وجه من عادوا إلى و أدي
لم أجد الحياة و الضوء في
مدائن الضياع و الفقد
وكان شعري النار في وحشة ال
منفى و في منازل البرد
قلت لحادي العيس بعدالسرى
هل من سبيل لصبا نجد
معابد في بحرها الورد
مررت في جناتها يافعا
أحلم بالامطار والرعد
و جدتها شيخا بعيدالنوى
و عطرها يفوح من بردي
غزالة من ذهب ،نجمة
تضيء مافاق عن العد
كحلية سماء شطآنها
حتى إذا ما مرد عهد الصبا
رأيت ما رأيت في بابها
كنوز هذا الشرق في المهد
بادية في قلبها جنة
و حولها سور من الورد
يعانق الفرات أذيالها
بذهب الماء و بالسد
طلاسم اللوان في فجرها
كانها واسطة العقد
طبيعة بورك من صانها
لتبهر الدنيا بما تبدي
تاريخها المؤمل المرتجى
عروبة اللسان و القلب في
ميراثها المضاءبالمجد
دمشق صارت وطنا للذي
أحبها في القرب و البعد
حبي لها قصيدة في دمي
كتبتها وجدا على وجد