ووقفت ُ أنظرُ للأصيل وأرقب ُ
ويلفني صمت ٌ يلج ُ ويَصْخَب ُ
مُتلفتا حولي أناجي وحدتي
في دهشة ٍ من مشهد ٍ أتعجب ُ
فإذا لرعشة خافقي وجوارحي
تـمتد ُ كـفي باليراعة تكتب ُ
رحل النهار ُ مُحَملا أثقاله
شمسا تـئــن ُ من البلاء وتتعب ُ
تهوي وراء الشامخات ِ عليلة ً
فيها شحوب ٌ والمدار ُ مُخَضب ُ
مدتْ خُيوطا في السماء كأنها
رسل ٌ تنوح على المآل وتندُب ُ
همستْ لها قمم الريودِ نذيرة ً
ليــل ٌ تســلل بالسـواد مُحجب ُ
في كفه سيف ٌ ويقطر ُ ظلمة ً
يَسطو على وهج الضياءِ وينْهب ُ
هذي التي منها تنفس صُبحنا
واهتز شَدوا بالسطوع الكوكب ُ
لقد استوينا في الضياء بنورها
العدل ُ شِرعَتُها فعم المَذهب ُ
ايقاع ُ ألحان الحياة ترددتْ
إذ أشرقت فإذا السرائر ُ تطرب ُ
ولبثت ُ في يم المشاعر مُبحرا
ويهيم ُ بي حيث الخيال ُ المركب ُ
فدنا صديقي هَز مني منكبي
نـادى فما لبـاه ُ إلا المنــكب ُ
ما بال ُ شاعرنا يتيه ُ ؟ فما أرى
إلا أصيلا ً فيه شمس ٌ تغرب ُ
فأجبت ُ : بل أمجادنا في موطني
وكرامة ٌ تقضي هناك وتُصلب ُ
أنظر هناك تموت ُ عزة أمة ٍ
بالقهر يـنكسر ُ الإباء ُ ويُسلب
هذي التي تهوي بنزف ٍ إنها
قدس ٌ تئن ُ بحشرجات ٍ تــذهب ُ
حرية الشعب الذي في صده ِ
قتـل ٌ وإرهاب ..ٌ فشعب ٌ مُرهب ُ
هذي التي تهوي عدالة ُ عالم ٍ
ليـسود ظلم ٌ والحقائق ُ تـُقلب ُ
ظلم ُ الليالي في الفضاء براءة ٌ
والشمس ُ في عُرْف ِ الخليقة تذنب ُ
يا صاحبي أنظر إليها إنها
أمل ٌ هوى واليأس ٌ ليل ٌ يَعْقُبُ
فإذا ضياء ُ البدر تقطع ُ همسنا
فيها حكايات ٌ وسرْد ٌ مُسهب ُ
فقرأت ُ في القمر المنير بشارة ً
فيه الوفاء ُ ، فلا يخون ُ ويكذب ُ
قد قالها مُتفائلا مُتـبَســما ً
" الليلُ ـ فجراً- في النهاية يـُنجب ُ
بركات عبد الجواد