عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2013, 06:12 PM
المشاركة 945
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي شكلت الروعة في روايةرقم 18-لا أحد ينام في الإسكندريةإبراهيم عبد المجيدمصر

- في روايتهالرائعة «لا أحد ينام في الإسكندرية» يرسم الروائي الإسكندراني إبراهيم عبدالمجيدصورة للمجتمع المصري في نهاية الحرب العالمية الثانية، من خلال أسرتين إحداهمامسلمة هاجرت من الريف لتستقر في الإسكندرية بحثا عن الرزق وتجاور أسرة مسيحية،وتنشأ بين الأسرتين علاقات اجتماعية تتجاوز كل الاختلافات لتواجه حالة الحرب التييعيشها العالم.


- تفرد الرواية صفحات طويلة لمظاهر التعايش الجميل، والاحترام المتبادلبين الجميع، تغيب إلا قليلاً نعرات التعصب والاحتقان بين شريكي الحياة في المجتمع،يصوم دميان مع مجد الدين رمضان، ويتشاركان معاً الصوم الكبير، والأربعاء والجمعة. تتداخل أعياد الفصح مع الفطر، وتعم البهجة الجميع في المناسبات. ينتقل الصديقانللعمل في العلمين غرب الإسكندرية، يعيد مجدالدين زوجته إلى القرية، تودع زهرة مريموإيفون دامعة، وتوصيهما خيراً بكامليا التي انقطعت اخبارها بعد قصة العشق، والتيتحولت بعد ذلك إلى راهبة صاحبة كرامات.
- لا أحد ينام في الإسكندرية تدور أحداثها عشيةالحرب العالمية الثانية. وهي تسرد وقائع وأحداث كانت الإسكندرية مسرحاً لها فيالأربعينات، ترصد الرواية طبيعة العلاقة بين شرائح المجتمع الإسكندري الغني بألوانهالمتهددة، والذي واجه تداعيات الحرب العالمية الثانية التي كانت لها انعكاسات كبيرةعلى المجتمع المصري.
- بطل الرواية انتزع من قريته عنوةليستقر في الإسكندرية المدينة الغريبة بالنسبة إليه، لكنه سرعان ما أصبح جزءاً منهاإذ تربطه علاقة جميمة بدميان القبطي، وهي علاقة تجسد روح التسامح والإخوة التي كانتسائدة بين الإسكندريين.
- الرواية تؤرخ لأحداث سياسيةكبيرة ولتحولات هامة مرت بها الإسكندرية عموماً ومصر خصوصاً أفصح فيها الكاتب عنمكنونات أبطاله وحالاتهم النفسية العميقة التي كانوا يمرون بها، باسلوب روائي حاذق،امتزجت فيه الواقعية بمسحة أسطورية تجسدها شخصية البهي، وبهية التي كانت تطاردهأينما حل.


- لقد كره البهى مبكراً كل محاولة لأن يتعلم حرفاً في الكتاب أوالزاوية أو البيت. ولم يكره شيئاً مثل كرهه للفرحة والفلاحين! قالوا ذلك لوسامته،وقالوا لهيبة في قلبه، وقال الأب دائماً والحسرة في عينيه "هكذا هو خلقة".

- اختارتله الأم اسم "البهى" لأنها ولدته في ليلة السابع والعشرين من رمضان. لقد رأت وهوينزلق منها طاقة نور يخرج معه تضئ الحجرة وتمشى على الجدران.

- وبكت القابلة وهي تلفه في القماط، وتقول لأمه أن تخفيه عن العيون،فهو فضلاً عن طاقة النور التي خرجت معه، ولد مختوناً، إنه ولد طاهر من البدايةمنذور لخير عميم.
وهكذا لم ير الناس البهى إلا حيناستطاع المشي، فتسلل من كوة الباب الخشبي الكبير، وتدحرج في الزقاق الضيق يحيطبوجهه الضوء العجيب, ولم ينته جزع الأم إلا بعد أن أنجبت بعده ثلاث بنات ثم مجدالدين. لم تعد أم الذكور فقط. جزع الأب هو الذي لم ينته.

- لقد فطن بكراً إلى أن فيعيني البهي نزفاً غير مألوف في العائلة، مع أن للعيون في العائلة اللون الأخضر نفسهالذي أخذه الجميع من الأم، في عيني البهي وحده اللون الأزرق! وهذا أيضاً عجيب.

- ما كاد البهي يبلغ مرحلة الصبا، حتى راح يخرج منالدار مع الصباح، ولا يعود إلا في المساء، لينام دون حديث مع أحد. لم يسأله أحد أينيمضي يومه. الأم ممتلئة بالحنان، والأب لا يستطيع أن يفسر لنفسه، هذا الضعف الذيقذف به الله إلى قلبه تجاه الغلام.

- شيئاً فشيئاً صار البهي وسط العائلة مثل خيال،يخرج الإخوة في الصباح الباكر إلى الحقول، ويخرج هو بعدهم لكن لا يعرف أحد إلى أين،يعودون في المساء متعبين ليتناولوا عشاءهم ويناموا مبكراً، وتظل الأم لا تنام، إلابعد أن تسمع صرير كوة الباب، وخفقات قلب البهي المتسلل عائداً.

- ثم راح يغيب لأكثرمن يوم وليلة ويعود ينام في أقرب مكان يقابله، مع البهائم، مع الدجاج، فوق الفرن،في الباحة بين الحجرات. المهم أنه لم يعد ينام في حجرة بها أحد من إخوته، ولا يزالالأب لا يدري سر هذا الضعف الذي يتملكه أمام ابنه العجيب، والابن المسالم لا تأتيمن جرائه أي شرور حتى الآن، ثم انكشف سر البهي وملأ فضاءالقرية...".

- فر رد على سؤال يقول الروائي" فيأعمالي القضايا الكبرى ليست مباشرة, انما هي عناصر في تكوين الشخصيات، من أجل عرضقضايا اكبر".

- ربما كانت روايتي الاولى( في الصيف 1967) مكرسة- كما هو واضح منعنوانها- لإعادة تقييم ما أتت به النكسة؛ لكن رغم ذلك فهذه الرواية حملت حوارا عنالعالم و الوجود، هو اوسع من السياسة.

- ففيها من شعر الحلاج، و غيره، الكثير... إذنمن البداية القضايا الكبرى موجودة، و لكن الى جانب، و بالتماذج مع قضايا الحياةاليومية, و هذا ما ظهر بشكل اوسع في روايتي الثانية( المسافات)، التي احتلت فيهاقضايا الوجود المكان المحوري, و اصبحت السياسة و القضايا الكبرى روافد خفيفة.. فهيرواية مكان طارد للبشر- كأنها بحث عن فردوس مفقود.

- ويقول " أنا أكتب عن الاسكندريه لأنني ممزوج فيها. ولا أجد فصلا بيني و بينها. فأنا لا أكتب لأني أريد ذلك؟ بل لأني و إياها شيء واحد, و اذا كان ثمة فضل لأحد الطرفين فهو للاسكندرية, و ليس لي. انا ولدت فيها لكنها هيالتي صنعتني: تاريخها، حاضرها، ملاهيها، ناسها، و ثقافتها.. كل هذا كون ابراهيم عبدالمجيد.

- وفي رد ان كان أشخاص رواياته ممسوسون بجنون خفي، يكشف طيبتهم و عمقهم معاً؛ وهل هم أنبياء منتظرون؟ يقول "الممسوسون في رواياتي هم كذلك بسبب من عدم توافقهم مع المجتمع. فهم أشخاص أكثربراءة من غيرهم. لا يستطيعون تحمل كل هذه القسوة، فيخرجون إلى مدار كوني آخريرتاحون فيه".