عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2013, 10:58 PM
المشاركة 944
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....
وألان مع العناصر التي صنعت الأفضلية والروعة في رواية:
17 أنا أحيا - ليلي بعلبكيلبنان

- لكن الكاتبة الحقيقية لم تخف. لم يزعجها كل ما قيل ضدها. لم ترعبها الحملات من اي جهة اتت. لم تحسبانها ستكون وحدها في مجابهة الجميع، أكانت الحملات نسائية ام ذكورية. عرفت ان محاربيها فئتان: أولئك الذينوقفوا ضدها في المبدأ لأنها جاهرت في حينأنهم اختاروا الرضوخ، وهؤلاء الذين فشلوا في حين أنها نجحت متسلحةً بموهبتها وحصانتها الروحية وقواها العقليةوالجسدية.

- لم تستسلم ليلى بعلبكي، ولمتقبل في أيّ لحظة بأن تُقهر، فمزّقت غشاء البكارةالثقافية والعقلية، وكسرت الجدار، جداراللغة وجدار المحرَّم المجتمعي، ففتحت بذلك الطريق أمام الما لا يقال والمالا يُعبَّر عنه عند المرأة.

- لم يبق اديب أو باحث أو مثقف او شاعراو مسرحي او فنان تشكيلي او موسيقي او راقصكلاسيكي او ممثل الا حيّا الوجه الجديد في الادب اللبناني وفي الادب العربي.

- الجميع طوّبوها اديبة فاتحةً الصفحةالمجيدة التي ستتحرك ضمنها وليس خارجها كلفتاة لم تكن لتجرؤ قبلا على البوح والاعتراف وعدم الخجل من المشاعر والرغبات والتصرفات التي تصادفها في حياتهاالخاصة.

- انهالت عليها الطلبات للمقابلات والعروض لترجمة التحفة الجديدة.

- كانت الوجودية في عزّها فيفرنسا. وكان جان بول سارتر وسيمون دوبوفوار وسواهما يلتقون في مقهى "لي دو ماغو" في باريس الوجوه الشابة الوافدة الى العاصمة الفرنسية للانغماس فيالاجواء الوجودية السائدة. وكنا جميعا في بيروتنقوم بالتبشير بالحرية وبحقوقنا في التصرف بأجسادنا كما يحلولنا. لم نعد نقبل بأن نكون "بوبيه دو لوكس" ولا اسيراتالتقاليد ولا جاريات الامراء والشيوخ. اصبحنا ننادي بحقنا في الحياة، وذلك خصوصاً لأن ليلى بعلبكي كتبت "انااحيا".

- أستطيع أن أقول إن الرواية لم تفقد نضارتها على رغم مرورهذا الزمن الطويل، بين الصدور الأول والصدور الثانيالآن، كما ان ملامح البطلة الرئيسية فيالرواية، لينا، لم تبهت البتة. فهي لا تزال مندفعة، جسداً وكلمات،مشاعرها، أحاسيسها، جملها، سريعة، متدفقة، متوترة،حيوية. تتدحرج كالحصى فوق واد سحيق.

- لينا لاتضيّع وقتا كثيرا في الوصف او الحوار بل تختصر الاشياء بجمل خاطفة،مقطعة ومباشرة. تذهب بسرعة الى الهدف. لا لفّ عندها ولادوران معها. انها حديثة ومعاصرة ومتمردةومالكة لجسدها وروحها وكل قواها العقلية، لتلبية ما تتفاعل معه وما يتوافق مع سجايا حواسها ومشاعرها.