الموضوع: إلهنا و آلهتهم
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3201
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
08-19-2014, 01:06 AM
المشاركة 1
08-19-2014, 01:06 AM
المشاركة 1
افتراضي إلهنا و آلهتهم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
ترى الناس فئاتاً و طوائفاً , أمماً و أدياناً .
كل له إله يعبده .
و البعض قد يعدد الآلهة .
و البعض قد يرفض الآلهة كلها .
نعم , تاهت عقولٌ في بحثها عن الحقيقة .
و حارت عقولٌ في فهم الحقيقة .
قال أناس إلهنـا كذا و قال آخرون إلهكم زيف و بهتان و إلهنـا هو الإله الصحيح .
فيا أيها الإله إن كنت موجوداً من أنت و كيف السبيل إليك ؟
أليس هذا الذي يجب أن يفعله الإنسان عند هذا الأمر العظيم ؟!
إن كنت أيها الإله موجوداً فلم خلقتنا ؟
أليس هذا الذي يجب أن نسأله لإله الكون ؟!
لنبدأ القصة من جديد :
من خلق السموات و الأرض ؟!
من أبدع الأنواع ؟!
من يدبر أمر مليارات مليارات المخلوقات ؟!
من يحيي و يميت ؟!
إنها الذات العظيمة التي اسمها : الإله
ما صفات هذه الذات ؟
عقلي يقول لي أنها يجب أن تكون أزلية أي أنها موجودة قبل المخلوقات و إلا فكيف خلقتهم ؟!
و أن قدرتها يجب أن تكون بلا حد و إلا فإنها ستصاب بعجز ما في مكان ما .
و أنها يجب أن لا تُحَدَّ بحد و إلا فإن شيئاً ما سيكون بعد الحد ينافسها و يضعفها .
و أنه يجب أن لا يوجد من ينافسها و إلا لأسمعنا شيئاً عنه .
و أنه يجب أن تكون غنية غنى مطلق لتمتلك كوناً مثل هذا .
و أنه يجب أن تكون قوية و لها القدرة و القوة المطلقة و إلا فكيف تتصرف بنا كيف تشاء .
و أنه يجب أن تكون عليمة علماً مطلقاً و إلا فكيف حافظت على ملكها ملايين السنين.
و أنه يجب أن تكون ذو حياة ذاتية و إلا فكيف وُجِدت قبل كل شيء .
و أنه يجب أن تكون كاملة الصفات في كل شيء و إلا فإنها لابد أن تمرض أو تضعف في مكان ما أو زمان ما و يتفلت منها ملكها.
و لكن من خلق هذه الذات العظيمة ؟؟؟؟؟؟
الجواب ببساطة شديدة هو أن من صفات الذات العظيمة أن تكون حياتها ذاتية أي أنها لم تُخلق , و أنها هي التي أوجدت كل شيء و لم يوجدها شيء .
قالوا و من أين أتت إذاً ؟
أقول يجب عليك أن لا تطبق القوانين التي تتصف بها أنت على غيرك , فمثلاً هل تطلب من الدجاجة الذهاب إلى المدرسة لتحصيل العلوم أم هل تطلب من الحيتان في البحر أن تجلس على شاشة الكمبيوتر للتواصل الإجتماعي ؟
يقول أحدهم هل هذه الصفات التي تتحدث بها عن الذات العظيمة هي صحيحة ؟
أقول تعالوا نستعرض الخيارات التي أمامنا ؟
الخيارات التي أمامنا ما يلي :
1- أن تكون ذات عظيمة تتصف بصفات الكمال المطلق هي من أوجدت الكون .
2- أن تكون ذاتٌ غيرها هي التي أوجدت الكون و لكنها لا تتصف بصفات الكمال المطلق .
3- أن يكون الكون قد وُجِدَ من تلقاء نفسه .
لنبدأ بالخيار الثالث : ترى كوناً مليئاً بالعلم من أسبابٍ و مسبباتٍ و مجراتٍ و نجومٍ , بشرٍ و حجرٍ , طيورٍ و زواحفٍ و أجنةٍ و حواملٍ و علومٍ ... و كل ذرة من ذرات الكون تحتاج إلى علماء متفرغين , يدرسونها طوال عمرهم حتى يكتشفوا شيئاً منها , فيا هل ترى أيُعقل بعد هذا أن تحدثني عن مصادفة عمياء عشواء أبدعت كل هذا ؟!
نعم هناك أناس قالوا لا يوجد إله بل إن الكون أوجد نفسه بنفسه , أولئك هم الشيوعيون .
وقالوا إن أصل الكون مادة ضئيلة تكاثرت حتى أصبحت هكذا .
و كم سعدوا عندما أعلن داروين بأن الكائنات تطورت بعضها من بعض و أن الإنسان أصله قرد .
و لكن السؤال الآن : من أين جاءت هذه المادة الضئيلة ؟
لا جواب عندهم .
عقلي يقول لي آمِن بمن قال عن نفسه أنه خلق الأكوان و لم يوجد من قال ذلك سواه .
عقلي يقول لي لا تؤمن بتلك المادة الضئيلة التي لم تتكلم لنا و لم ترسل لنا شيئاً .
عقلي يقول لي أن أتبع من يتحدى الخلق بأن يأتوا بمثل هذا القرآن .
عقلي يقول لي أن أتبع من يتحدى الخلق بأن يخلقوا ذبابة .
و أما جواب الخيار الثاني فهو لنفترض أن الذات التي يتحدث عنها فلان من الناس تمتلك صفة واحدة من صفات النقص.
أقول تعالوا نتصور هذه الذات التي افترضناها , و لنتصور أن هذه الذات عظيمة إلا أنها كسولة فقل لي عندها من سيحملني و يحملك و يحمل الكون و السموات و كل هذا ؟!
و لنتصور أن هذه الذات تخاف فكيف عندها سيتحقق العدل من الظالم ؟
و لنتصور أن هذه الذات بخيلة فمن سيطعم المخلوقات عند ذاك ؟
و لنتصور أن هذه الذات فيها قليل من الجهل فكيف سيستوي كونٌ مثل هذا وقتذاك ؟
و هكذا ترى أن الذات العظيمة التي أوجدت كل هذا يجب ان تكون ذو كمال مطلق لا ينفذ إليها الخلل و العيب أبداً لا في الزمان و لا في المكان .
و هكذا ترى أن عقلك الحر البعيد عن التحيز يقبل بالخيار الأول و لا يقبل بغيره .
و لكن هل يمكن للذات العظيمة (الإله) أن تتجسد لنا على شكل مخلوق من المخلوقات ؟
لقد عبد أناس أناساً وقالوا عنهم أنهم هم الإله متجسداً في بشرٍ فما صحة قول هذا ؟
الجواب : إن كان الأمر متروكاً للعقل البشري أن يخوض فيه فلا بأس بشرط أن يكون هذا العقل بعيداً عن الأهواء و الشهوات و طلب المناصب و لكن الإله الحقيقي لا يرضى لعباده أن يُتركوا لوحدهم يستنتجون وجوده ذلك لأن الأمر قد يحتاج منهم زمناً طويلاً و لأن الأمر قد لا يهتم له معظم الناس و لأن المصالح الشخصية و الأهواء قد تتداخل و تحرف التفكير السوي و فوق هذا و ذاك لأن الإله لم يخلقنا سدى بل خلقنا لمهمة بل مهام .
استنتاجات العقل البشري لوحدها من دون أدلة و براهين من الإله قد تذهب يمنة و يسرة و قد تستنتج العجب العجاب فقد تقول بل قالت أن فلان هو إله الريح و فلانة إلهة الحب و فلان إله كذا ...
و الإله قد أرسل إلينا كتباً و رسلاً علينا اتباعهم و تطبيق أوامرهم , و لن تجد كتاباً سماوياً غير محرف قد أقر الألوهية لغير لله عزوجل , و لم تذكر تلك الكتب أبداً أن الله عزوجل يتجسد في خلق من خلقه و مَن يأتي بدليل صحيح من تلك الكتب على تجسد الله في خلقه فله منا الشكر الجزيل .
نعم , هناك أناس ادعوا أن الله عزوجل قد حل بفلان و تجسد فيه و أتوا بدليل من كتاب سماوي و لكن الدليل كان دائماً معيباً لا يتطابق مع أدنى القواعد السليمة .
لماذا يخفي الإله عنا تجسده في بشر أو مخلوق آخر و بعد ذلك علينا أن نستنتج وجوده في ذلك المخلوق و أن نعبده , أليس من العدل و العقل و المنطق أن يصرح لنا الإله بذلك و يطلب منا عبادته بكل وضوح , أيخاف أن نغتاله , يا له من إله عند ذاك , أيريد أن يرانا عن قرب و أن لا تفوته فائتة , يا له من إله ذاك الذي يدعون ؟
أم تراهم بذكائهم اكتشفوا وجوده المتخفي في ذلك المخلوق , يا لهم من بشر أذكى من ذاك الذي يصفونه بالإله ؟
إلهنـا عظيم جبار يفعل ما يشاء و لا يخشى شيئاً , الكمال و القوة تتفجر منه , لا يسبقه أحد بعلم و لا ذكاء .
كيف السبيل لتمييز الدليل الحقيقي للوصول للإله الحقيقي ؟
و كيف السبيل لمعرفة الإله الحقيقي ؟
إن كنت تبحث عن الإله و عن خالق الأكوان من دون أن يأمرك الإله بهذا و من دون أن يُحَمّلك الإله مسؤوليات معينة فهذا شأنك و لن أدخل معك في نقاش , أما و أن يبعث الإله رسولاً و يأمرنا بعبادته فهذا يحتاج منا لوقفات طوال و تفكير ملي فالأمر ليس هواية و لا نشاط اجتماعي جانبي .
بين أيدينا اليوم ثلاث كتب كبيرة تسمى سماوية و هي التوراة و الإنجيل و القرآن فأيهم من عند الإله و أيهم من كتابة البشر ؟
كل من يبحث عن الحقيقة و يقرأ القرآن و يستعين بأهل اللغة العربية سيجد أن القرآن كله كلام من كلام رب الأكوان و ليس بكلام بشر و أن التوراة و الإنجيل لا يمكن أن يكونا بالكامل كلام الإله و هذا يجعلهما أقل مصداقية من القرآن .
و إن كل من يبحث عن الشهرة و الشهوة لن يستطيع أن يرى القرآن دليلاً حقيقياً على وجود الإله لأنه لا يبحث عن الإله بل يبحث عن شيء آخر .
عندما تقرأ القرآن و تبحث فيه ستجد أن الله هو الذات العظيمة التي خلقت الأكوان و التي تتصف بصفات الكمال المطلق و دليلك بين يديك ألا و هو قرآن معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .
هناك أناس يعبدون الشهوات أي أن إلههم هو شهوتهم , يعبدونها و لا يميلون عنها و لا يبغون لها بديلاً .
هناك من يعبد المال و هناك من يعبد الجاه و هناك من يعبد النساء .....
هناك من يعبد ملة أبيه الباطلة لا لشيء إلا لأنها تحقق له شهواته , لا صلاة كصلاة المسلمين و لا زكاة كزكاتهم و لا صيام كصيامهم بل هي أشياء يفعلونها يخدرون بها ضمائرهم .
هناك من يعبد الحيوان و الصنم و الجن و الإنسان و الفرج و أشياء أخرى عجيبة و كل هذا بأدلة تافهة سخيفة و كذبات كبيرات و ضحك على العقول من قبل أئمة لهم لا يبغون سوى جمع المال أو الشهرة أو المجد و المنصب و النساء .
نحن عظماء بإلهنـا و هم تافهون بآلهتهم المزيفة إن لم يتوبوا و يبحثوا عن الإله الحق .
و الشيء الخطير أحبتي أن هناك من يستتر وراء القرآن و يدعي الأخذ به و لكنه يحرف معانيه , يطعن في ذات الله و يشوهها و هذا النوع من عبّاد الشهوة علينا الإنتباه منهم جيداً .
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث برواية حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 18 آب 2014



لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه