عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2018, 05:08 PM
المشاركة 3
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة ريم بدر الدين – شكرا جزيلا للمتابعة والتقدير.

نشرت هذه القصة القصيرة في اواخر القرن التاسع عشر (1893) لاحد كتاب القصة القصيرة
المشهورين – امبروز بيرس (1842-1914). وعرف الكاتب
بقصص الرعب على غرار الكاتب الشهير ادغار الان بو. تتميز
هذه القصة بالايجاز الشديد مع انها تتحدث عن موضوع بالغ التعقيد
. وهي تتألف من ثلاثة مشاهد: الاول مشهد القبر من الداخل بما فيه من
ظلام دامس وسكون عميق، والثاني مشهد حفر القبر واخراج الجثمان، والمشهد
الثالث غرفة التشريح وانتظار جس قبض اجره. هذه قصة دفن رجل حيا. وهذا
لم يكن شيئا مستغربا في القرن التاسع عشر كما هو اليوم نظرا الى ان الطب لم
يكن متقدما في بعض المناطق بما فيه الكفاية لمعرفة ان كان المريض قد فارق
الحياة حقا قبل دفنه. يضاف الى ذلك ان القصة تتحدث عن جريمة قتل في المقبرة
يرتكبها الزنجي جس عندما يكتشف ان هنري ارمسترونغ كان حيا في الواقع فينهال
عليه بالمجرفة ويهشم رأسه. انها قصة تتحدث عن واقع
رهيب على الحدود بين الحياة والموت، بين عالم
الاحياء وعالم الاموات. ونلاحظ ايضا الدور الذي
تقوم به الطبيعة في تصوير الجو العام في المقبرة
بما فيه من توجس وهلع. فالعواصف الرعدية اشبه بموسيقا تصويرية
ترافق المشاهد في القصة فتبرز دلالاتها وتعمق
اجواءها. وعلى الجملة فان هذه القصة تقدم نموذجا
لقصص الرعب في الادب الامريكي.