عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2494
 
ابو ساعده الهيومي
من آل منابر ثقافية

ابو ساعده الهيومي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
204

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2014

الاقامة

رقم العضوية
13084
09-02-2014, 12:30 PM
المشاركة 1
09-02-2014, 12:30 PM
المشاركة 1
افتراضي لماذا الإسلام دين ناسخ ؟
إن الخلق مفطورون على الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى ومحبته والخضوع له ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) الروم : ، ولكن شياطين الإنس والجن هم من أفسد هذه الفطرة الصافية ولوثها .
لقد كان آدم عليه السلام وذريته من بعده على الفطرة وعبادة الله وحده ، حتى ظهر الشرك بالله وذلك بظهور رجال صالحين من أولاد آدم ماتوا ، فقال إبليس لمن بعدهم : لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم ، ففعلوا ، فلما مات أولئك قال لمن بعدهم : إنهم كانوا يعبدونهم ، فعبدوهم ، فكان هذا أول الشرك ، وكان من رحمة الله بخلقه أن أرسل إليهم الرسل وكان أول رسول أرسله الله سبحانه هو نبيه ورسوله نوح عليه السلام :
( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )نوح : فآمن من آمن ونجا ، وهلك من كفر بالإغراق ، فلم يبق على وجه الأرض إلا المؤمنون ، ولكن مع مرور الزمن وتطاول العمر يبتعد الإنسان عن نور الإيمان رويدا ً رويداً ، يدفعه لذلك هواه وشهوته و اتباعه لوساوس الشيطان ، فيضل عن طريق الحق ويميل عن الجادة .
ولكن ثمت أقوام تبقى فطرتهم سليمة وطاهرة لا تتأثر بالمتغيرات ولا تميل مع الشهوات ولا تنجرف وراء الشبهات وأولئك هم عباد الله المخلصون ومنهم يصطفي الله سبحانه الصالحين والأنبياء والمرسلين .
ومن هؤلاء الأصفياء سيدنا إبراهيم عليه السلام ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) البقرة : ، فقام بدعوة قومه والنصح لهم بأن يوحدوا الله في عبادته ، ومن شدة خوفه على ذريته من بعده وصاهم بذلك
( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) البقرة : ، وكذلك فعل يعقوب عليه السلام من بعده ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة : ، إلا أنه ورغم هذه الوصايا والتحذيرات من الوقوع في الشرك وقع أقوام من نسل أولئك الأنبياء الأطهار في ما حذروهم منه استسلاماً لأهوائهم واتباعاً لشهواتهم فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله ومالوا وانحرفوا عن طريق الهدى يدفعهم كالعادة شياطين الإنس والجن .
فبعث الله عز وجل نبيه ورسوله موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام ليخرج بني إسرائيل من براثن الرق والعبودية إلى نور الإيمان والحرية ، ومع مرور الوقت ينحرف بنو إسرائيل عن الطريق القويم فيكذبوا بالرسل وما أتت به من كتب ومعجزات بل وقاموا بتحريف كتبهم ، والأعظم من ذلك قاموا بقتل أنبيائهم واستحلال دمائهم ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) البقرة :
فبعث الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله وكلمته عيسى بن مريم عليهما السلام إلى بني إسرائيل ( وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) آل عمران : ، فتصدى له بنو إسرائيل واعتدوا عليه ووصفوه وأمه بأقذع الأوصاف وأشنعها فنصره الله وأيده بالحواريين ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )آل عمران : .
فآمنت طائفة من بني إسرائيل برسالته واتبعته ، مما زاد الغيظ والحنق في نفوس من كفر به ، فدبروا له مكيدة لقتله ، لكن الله خيبهم ونجاه منهم فرفعه إليه كرامة منه وفضلاً ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : ، ورغم كفر هؤلاء المعاندين من اليهود وعصيانهم لعيسى بن مريم عليهما السلام إلا أن دينه ظهر بعد رفعه وانتشر في العالم القديم انتشاراً واسعاً بفضل الله ثم بجهود أتباعه من الحوارين المخلصين .
ومع هذا الانتشار الواسع للديانة النصرانية إلا أن الانحراف فيها كان سريعاً أيضاً ، فقد غالى النصارى في نبيهم وأمه ، فمنهم من جعله إلهاً ومنهم من جعله ابن إله ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبة : 30 ، بل واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً كذلك
( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة :.
فبعث الله سبحانه وتعالى خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة إبراهيم عليه السلام ، وعندما جاء مبشراً برسالة الإسلام كان العالم من حوله إما كفاراً يجحدون وجود الله وإما مشركين اتخذوا مع الله عز وجل أنداداً يساوونهم برب العالمين ويحبونهم كحبه ويخشونهم كخشيته سبحانه وتعالى ، ويلجئون إليهم ويدعونهم من دونه فكان الجميع بعيدين عن طريق الحق ، وذلك لأن وصايا الرسل ورسالتهم إلى أقوامهم لم يُعمل بها
لأن الرسل أخبروا أقوامهم بأن الله تعالى خلق الخلق لعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات : ، وإن هذه العبادة يجب أن تكون وفق شريعته
( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ )الشورى : .
فمن أبى أن يعبد الله فهو مستكبر ( وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) النساء : .
ومن عبده وعبد غيره معه فهو مشرك ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) يوسف : .
ومن عبده بغير شرع أو بشرعٍ غير شرعه فهو ضال على غير هدى
( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )الجاثية : .
ومن عبده وحده وبما شرعه متبعاً رُسُلًه فهو المؤمن الموحد .
وأخيراً..
إن الله عز وجل أرسل الرسل لجميع خلقه بدون استثناء قال تعالى :
( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر: ، وجميعهم يحملون نفس الرسالة ومن بين هؤلاء الرسل إبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم الصلاة السلام وأخيراً الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
وجميعهم من عائلة واحدة ومنطقة واحدة هي الشرق الأوسط .
فالسؤال لماذا أرسلوا متتابعين وعلى فترات زمنية متباعدة ؟ .
فالفترة التي كانت بين إبراهيم وموسى عليهما السلام هي حوالي 500 عام والفترة التي بين موسى وعيسى عليهما السلام كانت حوالي 1450 عام والفترة التي بين عيسى عليه السلام و الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت 600 عام .
فهل جاؤوا ليعيدوا الناس إلى المنهج الصحيح بعد أن زاغوا عن الطريق ؟
ألا يسمى هذا نسخاً ؟