عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2020, 08:10 AM
المشاركة 1621
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا ، وَتَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا ....

أي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع معه .
أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن أحمد
الواحدي ، أخبرنا الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم
الفارسي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، حدثنا أبو
خليفة ، حدثنا أبو همام ، حدثنا إبراهيم بن طهمان
عن أبي جناب، عن يحيى بن هانئ ، عن فروة بن
مسيك قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت : يا رسول الله أخبرني عن سبأ أرجلٌ هو أم
امرأة ؟ فقال : هو رجل من العرب ، ولد عَشَرَة ،
تَيَامَنَ منهم ستة ، وتَشاءَمَ منهم أربعة ، فأما الذين
تَيَامَنُوا : فالأزد وكِنْدَة ومَذْحِج والأشعرون وأنمار
ومنهم بجيلة ، وأما الذين تشاءموا فَعَامِلة وغَسَّان
ولَخْم وجُذام ، وهم الذين أرسل عليهم سَيْلَ العَرِم ،
وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشِّحْر
وأودية اليمن ، فرَدَمُوا رَدْماً بين جبلين ، وحبسوا
الماء ، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضُها فوقَ
بعض ، فكانوا يسقون من الباب الأعلى ، ثم من
الثاني ، ثم من الثالث ، فَأَخْصَبُوا ، وكثرت أموالهم ،
فلما كَذَّبُوا رسولَهم بعث الله جُرَذاً نقبت ذلك الردمض
حتى انتقض ، فدخل الماء جَنَّتَيْهِم فغرقهما ، ودفن السيلُ
بيوتهم ، فذلك قوله تعالى (فأرسلنا عليهم سيل العرم)
والعرم : جمع عرمة ، وهي السِّكْرُ الذي يحبس الماء ،
وقال ابن الأعرابي : العَرِمُ : السيلُ الذي لا يطاق ،وقال
قتادة ومقاتل : العرم اسم وادي سبأ .
وأخبرنا الإمام علي بن أحمد أيضاً ، أخبرنا أبوحسان
المزكي ، أخبرنا هارون بن محمد الاستراباذي ، أخبرنا
إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي ،
حدثنا جدي ، حدثنا سعيد بن سالم القَدَّاح عن عثمان
ابن ساج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح قال : ألقت
طريفة الكاهنة إلى عمرو بن عامر الذي يقال له مُزَيْقيا
ابن ماء السماء ، وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة
ابن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغَوْث بن نَبْت
ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يَشْجُب بن
يَعْرُب بن قَحْطان ، وكانت قد رأت في كهانتها أن سَدَّ
مارب سَيْخرب ، وأنه سيأتي سيلُ العَرِم فيخرب
الجنتين ، فباع عمرو بن عامر أموالَه ، وسار هو وقومُه
حتى انتهوا إلى مكة فأقاموا بمكة وما حولها ، فأصابتهم
الحمَّى ، وكانوا ببلد لا يَدْرُون فيه ما الحمَّى ، فَدَعَوْا
طريفَةَ فَشَكَوْا إليها الذي أصابهم ، فقالت لهم : قد
أصابني الذي تَشْكُون ، وهو مُفَرق بيننا ، قالوا : فماذا
تأمرين ؟ قالت : من كان منكم ذا هَمٍّ بعيد ، وجمل
شديد ، ومزاد جديد ، فليلحق بقصر عمان المشيد ،
فكانت أزد عمان ، ثم قالت : من كان منكم ذا جلد
وقسر ، وصبر على أزمات الدهر ، فعليه بالأراك من
بطن مر ، فكانت خزاعة ، ثم قالت : من كان منكم
يريد الراسيات في الوَحْل ، المُطْعمات في المَحْل ، فليلحق
بيثرب ذات النَّخْل ، فكانت الأوس والخزرج ، ثم قالت :
من كان منكم يريد الخمر والخمير ، والملك والتأمير ، ويلبس
الديباج والحرير ، فليلحق ببصرى وغوير ، وهما من أرض
الشأم ، فكان الذين سكنوها آل جَفْنَة من غَسَّان ، ثم
قالت : مَنْ كان منكم يريد الثياب الرقاق ، والخيل العتاق،
وكنوز الأرزاق ، والدم المُهْراق ، فليلحق بأرض العراق ،
فكان الذين سكنوها آل جَذِيمة الأبرش ومن كان بالحِيرة
وآل محرق .