عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
7267
 
مهتدي مصطفى غالب
من آل منابر ثقافية

مهتدي مصطفى غالب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7831
08-21-2010, 12:55 PM
المشاركة 1
08-21-2010, 12:55 PM
المشاركة 1
افتراضي الشمس تذهب إلى المدرسة باكراً
الشمس ..
تذهب باكراً إلىالمدرسة


نصّ للشاعر : مهتدي مصطفى غالب


(الشمس ..


هي طفلة الصباح التي أحبت الهواء ..


لحدِّ الموت لأجله


.. و فيه)



دائماً ..
يودع الليل الأرض ..
ارتجالا للوقت

تُخْرِجُ الشمس مريولها المدرسي
من خزانة ألاعيبها
تغسل وجهها ...
بماءالحقيقة
تنظف أسنانها بفرشاة الفرح
تفتح صدرها ...
تخرج دفاترها من عبِّ النوم
تضعها تحت إبطها ...
و تضحك ..

تلفُّ فطيرتها

بورق جريدة الأحلام
تنيمها بين الدفاتر الملوثة بالأمل
تفتح باب غرفتها
لتدلف إلى الشارع...
***
تركض لاهية بين الأزقة
من حبات التراب
إلى عرق العشب
يلاحقها الهواء ..
كمراهق
يغازلها بعفوية و براءة
فتضج برودة
فيجسد الأرض
حين يلوح على وجهها الخجل
فتركض باتجاه المدرسة
***
لا ..يعلم الأطفال
من أين يجيء الرصاص ؟؟!!
لا ...يعلم الأطفال
من أين يجيءالموت ؟؟
لا يعلم الأطفال ..
من أين يجيء القهر ؟؟!!
يعلم الأطفال
أن الشمس تشرق كل صباح ...
***
تجلس على مقعدها
برقة الفراشة ...
وحنين النحل
تفتح الشمس دفاترها
تطالع قصائد التراب
أغنيات الأشجار
ترسم حبات العرق
على جبين المتعبين
هي تعرف
المسافة الفاصلة بين الأرض و الإنسان
هي تعرف
كيف يكتب الفلاح
بمحراثه سنابل القمح
أشعاراً خضراء
هي تعرف
كيف يلتهم القاتل ضحيته
و يشرب خمرته بهدوء
***
تخلع مريولها الملطخ ببقع الحبرالزرقاء
تخفي خلف غيمة يديها
قمر وجهها المضيء
مختلسة النظر إلى الفضاءات
التي تكشف وحشتها
و تضحك ساخرة
و تركض ...
تركض ...
و تركض
يلاحقها الهواء
بغزله إلى الغروب
لتبيت هناك
فتفتح في خدّ البحر
سريرها...
و تنام بهدوء
كأميرة حالمة بفارس الشتاء
و حصانه الأبيض
المسكون بالرعد
هي .. لاتعرفُ مواعيد النوم و الحضور
تأتي بأوقاتٍ عفويةٍ
تحمل على راحتيها صباحاً
ويوماً جديدْ
***
أيتها الشمس الطفلة
يا طلقة السباق الأولى
أركض ُلاقتناص الوقت من أظافرك
لارتجل مواقف
تُشرّدُ ضلوعي فيك
و أهوي إلى موتي
وحيداً
أشرب نخب طفلتي الرائعة
التي قطفتها في غير مواسمها
طلقةٌ هوجاء
فخلعت نور المدرسة من عينيها
و راحت لتنام ...
على كتف موتها ...
فما استراح الكتف ...
و ما استراحت
***