الموضوع: مخيم اليرموك
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2798
 
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية

زياد وحيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
171

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Nov 2015

الاقامة
الجزائر الحبيبة

رقم العضوية
14284
02-15-2016, 10:50 AM
المشاركة 1
02-15-2016, 10:50 AM
المشاركة 1
افتراضي مخيم اليرموك

كانت المواجهة على أشدها، شرسة، استعمل فيها أصحابها كل وسائل الدمار و مختلف أساليب التنكيل.. حمم تتساقط كالمطر ، رؤوس تتطاير نحو الفضاء مودعة الدنيا إلى نهايتها المجهولة.
في تلك الشوارع الضيقة كانا يهرولان الى اي مكان ليختبئا من دوي الانفجارات وهما يتخطيان أجسادا ممزقة و أشلاء مبعثرة و أطفالا تبكي و نساء تصيح، التقيا وجها لوجه في مدخل كنيسة كان الجميع قد آوى إليها من كل حدب و صوب ، نظر إليها ذلك الشاب الذي قادته قدماه إلى ارض المعركة تحذوه إرادة الفوز بسبق صحفي من عين المكان ليواجه أخطار الموت بمزيد من الأخطار ، وجد أمامه شابة منهكة القوى خائرة العزيمة ترتجف خوفا كريشة في مهب الريح لا تدري ما تفعل و قد قــُتـِل اللحظة أهلها عن بكرة أبيهم و هم يستعدون للهروب من مخيم اليرموك نحو مكان آمن .. تردد اسم اليسوع المسيح .. تصلي للعذراء ...يا إلهي أني تركت أطفالا صغارا يتقاذفهم الرصاص من كل مكان اصبحوا بلا مؤوى و لا معين.
تصرخ أيها الناس.. أيها العالم المجنون..
أخبروني ماذا افعل لهؤلاء الأطفال .!!؟
كان صاحبنا يحملق إلى السماء رافعا صوته مجلجلا
لا إله إلا الله محمدا رسول الله .. لطفك يا رب .. لطفك يا معين
هدءا الاثنان ، تنفسا الصعداء .. أخذ بيدها قائلا:
سأنقضك من هذا الجحيم ..
تصرخ بصوت عالِ وارحمتاه على أرواح بريئة يخطفهم الموت في مهد الطفولة و يحرقهم اللهيب في ريعان الشباب ..
و أسفاه على أبناء وطني الذين غيبتهم الفتن و عبثت بهم الأيادي الاثمة و رمت بهم في مهاوي الردى و غياهب الاحقاد ..

سأرحل عنكِ يا دمشق كما رحل أهلي من قبل من حيفا نحو مخيمات الشتات و لن أعود إليك حتى يرحل باعة الموت و تجار الفناء

كانا عليهما و هما يغادران المدينة أن يصمتا و يرسلان بعينيهما الباكيتين رسائل البؤس لمحترفي القتل و صانعي النكبة..
يرتلان نغمة أبدية تشبه تراتيل الموت يرددان مراثي القدماء لنكبة حلت بأرض الشام