عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2011, 10:41 PM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة الكريمة منال الشايع المحترمة

بناء على طلبك . . أعدت لقصتك بعض الصياغة والتضبيط البلاغي
كما جعلت لها (نهاية) مناسبة ... ولو أنها مؤلمة . .

أرجو أن تقرأي المقارنة بتروٍ لتعرفي الفرق . .
وأرجو أن ينال التعديل البسيط إعجابك . .
دام يومك مزهراً بالخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **





++ وإذا الموؤودة سئلت ++



  1. في إحدى ليالي الصيف ...كان الهواء عليلاً ...والقمر يتوسط كبد السماء ...وكل مافي الكون يوحي بالسعادة ...
  2. كانت ندى تسابق الزمن لحضور حفلة عيد ميلاد لإحدى صديقات الطفولة الأثيرات ....
إنها جميلة متخمة بالعنفوان ... لها ابتسامة باذخة ....ونظرة ساحرة تربك الهدوء في نفوس محبيها...تمتلك جسداً غضاً رشيقاً ....تحسدها عليه صديقاتها ممن اعتلت الشحوم أجسادهن فأصبحن عبارة عن كومة من الأنوثة الهاربة !!!


وخرجت بعد أن تأنقت وارتدت فستانها الأسود القصير ...وتجملت برتوش من مساحيق التجميل التي زادتها سحراً على سحر ...وتوجت ذلك كله بفراء أحمر أنيق ...ورشات من عطرها الأنثوي الصاخب . . وقبلت كفي والديها قبل أن تسرع إلى الحفل..
كانت ندى قد اتفقت مع صديقتها هند أن تلقاها على ناصية الشارع المجاور لبيتهما ...ليقلهما سائق الأجرة لبيت تالا ...
انطلقت الصديقتان ومظاهر السعادة تعلو محياهما ...وهناك وسط أجواء صاخبة مليئة بالرقص وبالغناء ...هرولت تالا لاستقبالهن بحفاوة مغلفة بشوق عارم...لوحت ندى من بعيد لصديقتها الأثيرة ... وابتسامتها الطاغية تطيح بالنفوس المتدثرة بالحشمة !!
وما أن اقتربت حتى قدمت لصديقتهاهدية جميلة ... كانت قد وضعتها في صندوق فاخر مع باقة من القرنفل الأحمر ...كللتها بأطيب أمنياتها بالسعادة .....
رقصتا ...غنتا ...احتفلتا مع بقية الصديقات...وكانتا في غاية الألق ...يعلو محياهما الحبور ...وظلتا تتبادلان القفشات والضحكات إلى ساعة متأخرة من الليل ...
انقضت الليلة الصاخبة وأخذت الصديقتان طريقهما للعودة..افترقتا عند نفس الناصية التي انطلقتا منها...وتوجهت كل واحدة نحو منزلها...
وبينما كانت ندى تحث خطاها على المسير سمعت خلفها صوتاً مريباً لم تلق له بالاً في أول الأمر ... وحاولت أن تتجاهله ...ولكنها شعرت به يقترب منها ... استدارت وبسرعة إلى الخلف ... فرأت شاباً في الثلاثينات من العمر ... يتفحصها وشررالرغبة يتفجر من وجهه كالسيل الجارف ...عقد الوجل لسانها وشل حركتها وتثاقلت خطاها وهي تتحايل على خوفها وتفكر في وسيلة للخلاص ...
ولكن الشاب لم يترك لها فرصة للتفكير أو للهرب ... بل انقض عليها وعيناه تترجمان نار رغباته المستعرة ... وهي تصرخ وتتوسل أن يبتعد عنها ... لكنه لم يعبأ بتوسلاتها ولا بصراخها... بل هتك عرضها بوحشية ... وقضى وطره منها ... ثم أطلق ساقيه للريح ....وتركها خلفه تترمض على جمر الألم و العار والفضيحة !!!!
خيم شبح التعاسة على قلبها وأدركت أنها هالكة لامحالة ....فليس بمقدورها أن تواجه والديها ... وليس بمقدورها أن تعيش مستقبلها ...
انهارت المسكينة باكية ... وأخذت تلملم نفسها وتلملم عارها تحت ذلك الفراء ... وبدأت الصور الجميلة التي اعتادت عليها ... تتهاوى أمام ناظريها ...وهي تدرك أن الفضيحة قد حلت بها فعلاَ... وأن صديد جراحها سيلوث أيامها ..وأن المجتمع سيسقطها رغماً عنها في حاوية الرذيلة ... ولن يقبل لها عذراً !!! وأسرعت في طريقها خائفة ...وقد تبدلت ضحكاتها بالنحيب والأنين...نظراتها زائغة... وتساؤلاتها لا جواب عليها ..
في الصباح وجدوا ندى الفاتنة الجميلة ميتة في غرفتها . . لم يدر أحد ماذا جرى . . قالوا ... مسكينة ... سكتة قلبية لم تمهلها . .


* منال الشايع *