عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 12:03 AM
المشاركة 35
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً=تحدَّر من آبائِهِ الصِّيدِ واسْتَعْلى!
فمن جَدّه عبد العزيز.. وفَيْصلٍ=أبيه تَبَدَّى المجد مُمْتَنِعاً فَخَلا!
ولله في عبد العزيز مآثِرٌ=رأَيْنا بها الوَبْلَ المُبَشِّرَ والطَّلاّ!
وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْلاً مُمَزَّقاً=وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا!
فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الذي=تَمَيَّز بالمُخُتارِ.. وانْتَزَعَ الجهلا!
فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُدُ طَيْبَةٌ=تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَرَدَّى بِها قَتْلا!
طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَتْ كُلَّ طارِقٍ=وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى!
تَصَدَّى لها عبد العزيز فَصانَها=من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْلا!
فما هي إِلاَّ جولة بعَدَ جوْلَةٍ=فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى!
فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْدخُ هامَهُ=ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلى!
فَلِله ما أَجْدى علينا جِهادُهُ=فقد صَحَّ منه ما تَهافَتَ واعْتَلاَّ!
يُشِيدُ به الشَّادُونَ في كُلِّ بُقْعَةٍ=فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيةٍ تُتْلى!
وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَلَّ شامِخاً=مُشِعّاً على الدُّنْيا بآلائِهِ المُثْلى!
ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُمْ=شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلى!
بدا فَيْصَلٌ لِلنَّاسِ مَجْداً مُلألِئاً=يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْلا!
تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ..=وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟!
فقال له كُنْ نائبِي.. وأَحَلَّهُ=مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ وما أَغْلى!
فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الورى=فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ به كَهْلا!
فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ=وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان له نَجْلا!
ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قادِرٌ=على صَوْغِ ما كانا بِه. وله أَهْلا!
فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعةٌ=تُحَيِّرُ قَوْلا.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْلا!
وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني=فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ له – مَثلا!
وقُلْتُ له أَبْصِرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّةٌ=كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا!
أَشاوِسُ. لَو فَوْق النُّجُومَ مَنَابعٌ=لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْلا!
ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهم غَيْرُ نيْلِهِ=وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا!
وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِهِ=فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْلا!
تَذكَّرْ سعوداً وهو أوَّلُ عاهلٍ=تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحقَّ والعدْلا!
تَسَنَّمه والنَّاسُ تحمد ما بَنى=أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّوْلا!
وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِة خالِدٌ=وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْلا!
فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً=وأَوْرَثَنا نَحْن الكرمةَ والفَضْلا!
لَك الله يا فَهْدُ الحَبِيبُ وخالدٌ=فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا!
وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا=إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَزْلا!
ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُوحَ بِمُضْمَرٍ=من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى!
لَئن عَزَّني فيه الثّناءُ فَإِنَّني=أراني بِحُبِّي أعْشّق الصَّدَّ والوَصْلا!
وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَوى=على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى!
فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهى=فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى!
وما هو إلاَّ المَجْدُ.. إلاَّ رُسُوخُهُ=وما هو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ له ظِلاَّ!
عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبا فَوَجَدْتُها=لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُنْ له خِلاَّ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....