عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2013, 09:12 PM
المشاركة 32
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نظَرْتُ إليها وهي تَرْنُو بِطَرْفِها=إليَّ كَلَيْثٍ في عَرِينٍ مُمَنَّعِ!
فَأطْرَقْتُ إجْلالا لها ومَهابةً=وخِفْتُ فقد تَلْهو وأَشْقى بِمَصْرَعي!
وقلت لها رِفْقاً فإنِّي مُفَزَّعٌ=من الحُسْنِ هذا وهو غَيْرُ مُفَزَّعِ!
ألا رُبَّ قَلْبٍ من جَمالٍ مُبَرْقَعٍ=يُطِيحُ بِقَلْبٍ من كَمِيًّ مُدَرَّعِ!
تَبارَكْتَ رَبِّي كيف يُشْقي قُلوبَنا=ويُسعِدُها حُسْنٌ شدِيدُ التَّرَفُّعِ؟!
ولو أَنَّني خُيِّرْتُ ما اخْتَرْتُ مَوْقِفاً=لَدى بابِهِ أُبْدِي إليه تَضَرُّعي!
فَلِلْحُرِّ نَفْسٌ لا تَطيقُ تَضَرُّعاً..=ولا تنثني عن مَجْدِها المَتَضَوِّعِ!
ولكِنَّها تهفو إلى الحُبِّ مُلْهِماً..=بِكُلِّ نَضِيرٍ في الحياةِ ومُمْرِعِ!
بِيَنْبُوعها الحالي.. بِشَدْوِ طُيُورِها=بِآلائِها من كُلِّ غالٍ ومُمْتِعِ!
فكيف أَطِيقُ الصَّبْرَ عنه وصَبْوَتي=إليه كجَمْرٍ حارِقٍ بَيْن أَضْلُعي؟!
فيا لَيْتَه لم يَطْغَ.. يا لَيْتَ قَلْبَهُ=شَجِيٌّ فما يَطْغى كَقَلْبي المُوَلَّع!
ولكِنَّ بَعْضَ الحُسْنِ يَدْفَعُ ربَّه=إلى جَنَفٍ يَقْسو على المُتَوَجِّعِ!
فَيَضْطَرُّه إِمَّا إلى النَّأْي كارِهاً=وإمَّا إلى جَدْي يَسيرُ بأَرْبَعِ!
ولَيْسَ كَمِثْلِ الهَجْرِ لِلْحُرِّ قاتِلٌ=ولَيْس كمِثْلِ النَّأْي لِلْمُتَفَجِّع..!
ولو كان رَبُّ الحُسْنِ يُدْرِكُ أَنَّه=غَداً سَوْفَ يَمْضي الحُسْنُ غَيْرَ مُوَدِّعِ!
لَمَا كانَ مَفْتُوناً.. وما كانَ قاسِياً=على عاشِقٍ ذِي خافِقٍ مُتَقَطِّعِ!
فيا رُبَّما يَغْدو العَتِيُّ وحُسْنُهُ=تَوَلَّى فَيُشْقِيه ازْدِراء التَّقطُّعِ!
وقال أُصَيْحابي. وقد شابَ مَفْرِقي=وبانتْ غُضُونٌ في المُحَيَّا المُضَلَّعِ!
متى أَنْتَ يا هذا المُدَلَّهُ تَرْعَوِي=وتُقْصِرُ عن هذا الهوى المُتَطَلِّعِ؟!
لقد عُدْتَ شَيْخاً راعِشاً مُتَخلِّعاً=وما زِلْتَ عن بَلْواكَ لَسْتَ بِمُقْلِعَ؟!
يُشِيحُ الهوى والحُسْنُ عنكَ. أَما تَرى=وتسمع ما قالاه فيك؟! ألا تَعِي؟!
وقُلْتُ لأَصْحابي. لقد كُنُتُ طامِعاً=وقد كانَ ما حاوَلْتُهُ شَرَّ مَطْمَعِ!
وقد كنْتُ ضِلِّيلاً حَسَبْتُ كهُولَتِي=كمِثْلِ شبابٍ ساءَ فيه تَمَتُّعي!
مِن الرُّشْدِ لِلْفانِي الذي عاشَ ماجناً=وصَدَّعَهُ الشَّيْطانُ أُنَكى تَصَدُّعِ!
تَراجُعُهُ عن غَيّهِ واجْتِنابُهُ=مآثِمَهُ قَبْلَ الرَّدى المُتَوَقِّعِ!
ولم أَتَراجَعْ بَعْدُ يا لَيْتَ أَنَّني=سَلَكْتُ سَبِيلي حِكْمةٍ وتَهَجُّعَ!
فَشَتَّانَ ما بَينيْ تَفَجّعِ يافعٍ=وشَيْخٍ على العِلاَّتِ لم يَتَوَجَّعِ!
تَبارَكْتَ رَبِّي هل سَتَسْخو لآِبِقٍ=بِتَوْبَتِه حتى يَرى خَيْرَ مَهْجَعِ!
فَيَمْشي به مِن بَعْدِ طُولِ غِوايةٍ..=ويَسْرِي على نورٍ هناك مُشَعْشَعِ!
بَلى إِنَّني أَرْجو فما لي وسِيلَةٌ=سوى عَفْوِهِ المأْمُولِ يَوْمَ التَّجَمُّعِ!
تَجَرَّعْتُ حُلْوَ الإِثْمِ يَوْمَ شَبِيبَتي=وها أنا أَشْكو من قرِيرِ التَّجَرُّعِ!
لقد جَعَلَتْ مِنِّي الغِوايَةُ طِفْلَها=وأدْنَتْ فَمي الظَّمآن مِن ثَدْي مُرْضِعِ!
وأهْفُو بِيَوْمي لِلتُّقى وجَلالِهِ=ونِيَّةِ قِدِّيسٍ. وعَزْم سَمَيْدَعِ!
كأَنِّي بِنَفْسي. وهي في حَمْأَةِ القَذى=تَنِقُّ. فما كانت سوى نَفْسِ ضُفْدُعِ!
أَهِيْمُ بِمَجْدِ الخالِدين وأَجْتَلي=محاسِنَهُم.. أَهْلي وصَحْبي ومَرْبَعي

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....