عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 11:27 AM
المشاركة 5
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الشعبة الثالثة :

ما يتعلق بالجانب السياسي , فالإسلام أقام نظامه

السياسي على العدل والشورى , إن النظام يجب أن يقام

على العدل لا على الظلم , كما قال شيخ الإسلام ابن

يتمية : إن الله يُبقي الدولة العادلة ولو كانت كافرة

ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة .

يقصد بالمسلمة : التي يكون أصحابها مسلمين , يتسمون

بأسماء الإسلام , ولكنهم لا يعطون الحقوق , ويظلمون

الناس ويبغون في الأرض بغير الحق .

اهتم الإسلام بهذه الناحية ولقد جاء في الحديث :

( ليوم من وال عادل خير من عبادة ستين سنة ) ,

فالإمام العادل - كما قال الحسن البصري - هو الذي

يقوم بين الله وعباده , يَسمَمع من الله ويُسمعهم , وينقاد

إلى الله ويقودهم , هو أحد السبعة , أو أول السبعة

الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله , هو الذي أقام

العدل بين الناس .

إذا طلب الإسلام الشورى في أبسط الأمور , كشأن الزوجة

مع زوجها , أو المرأة مع مطلقها إذا كان هناك ولد

بينهما , فكيف بأمر الأمة ؟

وإذا كان الإسلام لم يسمح بأن يجبر الأب أبنته أن

تتزوج بغير رضاها وهي كارهة فكيف يسمح بأن تُحكم

الأمة بغير رضاها ؟

وذم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام في الصلاة :

الذي يؤم الناس وهم له كارهون ,فإذا كان هذا في

الإمامة الصغرى فكيف في الإمامة الكبرى ؟

فالأمر شورى والخلافة بيعة , وقد لعن الإسلام الظالمين

وأعوانهم من الجند وجعلهم كلاب جهنم , ولما سجن

الإمام احمد بن حنبل - إمام السنة والجماعة - في

فتنة خلق القرآن جاءه السجان وسأله عن الاحاديث

التي وردت في أعوان الظلمة : ما رأيك فيها ؟ هل هي

أحاديث صحيحة ؟ قال نعم .

قال فما قولك في ّ , هل أنا من أعوان الظلمة ؟

قال : لا , إنما أعوان الظلمة من يطهو لك طعامك ومن

يغسل لك ثوبك , ومن يخيط لك ثوبك أما أنت فمن

الظلمة أنفسهم ! !

هكذا جاء الإسلام يريد أن تقوم الحياة على العدل لا

على الجبروت في الأرض , وتسّلط الجلادين الذين يسوقون

الشعوب كالغنم وراءهم .