عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2010, 03:52 AM
المشاركة 7
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

[ اللّهُ (جَلَّ جَلالُهُ) ]
-------------------------------
اللّهُ جلَّ جلاله، اسم للاله الخالق، والرَّبُّ المربِّي والرَّحمن الرَّحيم، والحيُّ القيّومُ إلى آخر أسماء اللّه الحسنى. وصدق اللّه العظيم حيث
يقول: (وَللّهِ الاسْمَـاء الحُسْنى). (الاعراف / 180)
وبناء على ذلك فعندما نقول: (لا إله إلاّ اللّه).
نعني:
أنّ لا خالق ولا معبود إلاّ الذي هو ربُّ ورحمنٌ ورحيمٌ وَحَيُّ وقيُّومٌ إلى آخر أسماء اللّه الحُسنى.
وأخطأ من علماء اللّغة العربيّة من زعم أنّ (اللّه) أصله (إله) الذي هو إسم جنس للالهة، ودخلت عليها الالف واللاّم للتعريف وصار (الاله) ثمّ حذفت الالف واُدغم اللاّمان فصار (اللّه) . وعندئذ يكون (إله) و(اللّه) مثل (رجل) و(الرجل) الاوّلان منهما إسما جنس لكلِّ الالهة ولكلّ الرِّجال، والثانيان منهما عُرِّفا بالالف واللاّم وبهما شُخِّصَ الرّجل المقصود والاله المقصود. وعليه فإنّ معنى (لا إله إلاّ اللّه) يكون:
لا إله إلاّ الاله الذي أقصده وأعنيه.
لقد أخطأ القائلون بهذا القول، فإنّ لفظ (اللّه) علم مرتجل باصطلاح النحويين سمِّي به الذات الذي صفاته جميع الاسماء الحسنى، ولا يشاركه في التسمية غيره، كما لا يشاركه غيره في الاُلوهيَّة والرُّبوبيَّة.
وكذلك الامر في اللّغة العبريَّة، فإنّ (يهوه) إسم للّه وحده، و(إل‌ْهَ) بمعنى (إله) و(إلوهيم) بمعنى الالهة .
وعلى ما تقدّم من بحث يكون معنى (بِسْمِ اللّهِ الْرَّحمنِ الْرَّحيم):
أ ـ (بِسْمِ) أي:
بحقيقة، بصفات.
ب ـ (اللّهِ) ذاتُ البارئ المتّصف بجميع أسماء اللّه الحسنى.
ج ـ (أَلرَّحْمنِ والْرَّحيم) خُصِّصا بالذكر من صفات ربوبيَّة اللّه.
إذا، يكون المعنى: أستعين في تلاوة السورة برحمانيَّة اللّه الرَّبِّ ورحيميّته.
وفي إيراد البَسْمَلَةِ أوائل السور براعة استهلال، لانّ جميع السور القرآنيّة تشرح جوانب من ربوبيَّة اللّه الْرَّحمنِ الرَّحِيم وتبيّنها، عدا سورة براءة التي لم يُبدأ فيها بالبَسْمَلَةِ.


[ القيّوم ]

من أسماء اللّه الحسنى ولا يوصف به سوى اللّه، ومعناه: القائم الحافظ لكلِّ شي‌ء والمعطي له ما به قوامه.


[ الرَّحْمنُ وَالرَّحِيم ]

الرّحمن من الانسان: رقَّةُ قلب وتَعَطُّفٌ على المرحوم، ومن اللّه: إنعام وإفضال عليه.
والرّحيم يدلُّ على دوام اتّصاف الرَّاحِم بالرَّحمة، ويوصفُ البارئ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بالرَّحيم لاستمرار صدور الرَّحْمَةِ منه، ويوصف بها الانسانُ الذي يرقُّ قلبه على الدوام.
والْرَّحْمنُ يدلُّ على كثرة صدور الْرَّحْمَةِ من الْرَّاحِمِ ولا يطلق إلاّ على اللّه، لانّ معناه لا يصحّ إلاّ له، إذ هو الذي وسع كلّ شي‌ء رحمة، وعمَّت رحمته في الدّنيا المؤمن والكافر وجميع الخلق، ودامت رحمته بالمؤمنين خاصَّةً يوم القيامة، فهو رحمن الدّنيا ورحيمٌ بالمؤمنين في الاخرة.
وبما أنّه ربُّ العالمين ومربِّي العالمين ومدبِّر أمرهم في الدّنيا؛ فهو رحمن الدّنيا، وبما أنّه يجزي المؤمنين بحسنات أعمالهم في الاخرة فهو رحيم بالمؤمنين في الاخرة.
إذا فإنّ الْرَّحْمنَ والْرَّحِيم هما من صفات الرَّبِّ وهما والرَّبُّ والاله من صفات اللّه جلَّ اسمه.


[ العِبادَةُ ]

في مفردات القُرآن للرّاغب: العُبُودِيَّةُ: إظهار التذلُّل، والعبادة أبلغ منها.
وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي: عبد عبادة وعبودة وعبوديَّة: أطاع.
وفي الصِّحاح للجوهريّ: أصل العبوديّة: الخضوع والتذلُّل والعبادة والطاعة.
بناء على ما ذكروا يكون لـ ((عبد عبادةً)) معنيان:
أ ـ خضع وتذلَّل وأجرى الطقوس الدينيّة.
ب ـ أطاع.
وبالمعنى الثاني ورد في حديث الامام الصّادق (ع)، (ت: 148 هـ) في قوله:
((من أطاع رجلاً فقد عبده)) .
وفي رواية الامام الرّضا (ع) ، (ت: 203 هـ) عن جدّه الرّسول (ص) أنّه قال:
((من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان النّاطق عن اللّه فقد عبد اللّه، وإن كان النّاطق عن إبليس فقد عبد إبليس)) .
وعلى هذا يكون معنى:
عبادة الاله الخالق جلّ وعلا: إجراء الطّقوس الدِّينية له مثل إقامة الصَّلاة وأداء مناسك الحجِّ وصيام شهر رمضان. وعبادة الاصنام: إجراء الطّقوس الدِّينية لها.
وعبادة الرَّبِّ: إطاعة الرَّبِّ، لانّ الرَّبَّ هو المربِّي الذي يسنُّ نظام الحياة لمن يُربِّيه. فمعنى قولنا لربِّ العالمين: (إيّاكَ نَعْبُدُ): نطيع أوامرك لهدايتنا إلى الصِّراط المستقيم.

15 / 8 / 2010

* * *