عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2011, 10:12 PM
المشاركة 640
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالله بن فيصل بن فرحان ال سعود
توفاه الله في التاسع والعشرين من شوال عام 1427هـ عن عمر ناهز المئة سنة، أمضاها خصبة بأفعال جسام بحسب من يقف عليها أن صاحبها من أعلام السَّلف الغابرين ، ثم يذهب به العجب كل مذهب إذا عرف أن صاحب هذه السيرة من مواليد 1325هـ بالحديث عن سمو الأمير الفقيد لا ينتهي في كتب متعددة بحيث يكون لكل جانب من جوانب شخصيته كتاب على حده . كيف ينتهي وتاريخه يحمل شذرات منه أناس كثيرون متفرفون تجد عند هذا ما لا تجده عد الآخر . إن الأمر أكبر من ذلك ، ولا غرو فهو شيخ الأمراء ، وأمير الشيوخ وزاهداً عابداً فاق كثرة من العلماء عبادة وزهداً وورعاً ، ليس ذلك فحسب فهو مرجعهم وملجأهم في الملمات الصعاب وسد الحاجات كما سيظهر لك في سيرته العطرة فاللهم أغفر له وارحمه ، وأجعل الفردوس الأعلى منزله ، يا أرحم الراحمين ، وأكرم الأكرمين. تحقيق عن أمير التقى والزهد المجاهد المفضال شيخ الأمراء وأمير الشيوخ/ عبدالله بن فيصل الفرحان آل سعود – رحمة الله عليه وأسكنه الفردوس الأعلى .
اسمه ونسبه : هو المجاهد الزاهد سليل الأماجد عبدالله بن فيصل بن تركي بن سعود بن إبراهيم بن عبدالله بن فرحان بن سعود – رحمهم الله – وهنا أوضح للقارئ الكريم أن سعود الذي تنتمي له شجرة آل سعود لديه أربعة أبناء هم (محمد ومشاري وثنيان وفرحان)
كما ذكر في الشجرة أدناه وهذا التوضيح فقط لتسهيل القراءة التاريخية لمن ليس لدية معرفة بذلك :
فيكون نسب أميرنا – رحمه الله - كالآتي : عبدالله بن فيصل بن تركي بن سعود بن إبراهيم بن عبدالله بن فرحان بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان ابن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي والمردة من حنيفة من بكر بن وائل بن قاسط الذي ينتهي في ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان .
هذا القول هو الذي ذهب إليه الأمير/ عبدالله بن عبدالرحمن أحد أعمدة آل سعود ومؤرخها – رحمه الله – كما حدث بذلك سمو الأمير عبدالله بن فيصل –رحمة الله عليه – وهو المعتمد لدى دارة الملك العزيز وقد اطلعت على " تاريخ البلاد العربية السعودية " للدكتور منير العجلاني الجزء الخامس ص 57-59 عند كلامه
عن نسب الإمام تركي (مؤسس الدولة السعودية الثانية) فذكر النسبة الذهلة الشيبانية ، النسبة الحنفية، النسبة العنزية
ثم قال تحت عنوان " رفع التباس" كنا سألنا الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، عميد آل سعود ، بعد وفاة الملك عبدالعزيز ، رحمهما الله، عن النسبة الحنفية ، فلم ينكرها ولا ستهجنها ، وإن كانت النسبة القبلية لا يعني دائماً نسبة البنوة والدم ، فقد تكون نسبة التحالف أو النسبة إلى الأرض أو الوادي الذي سيطرت عليه حنيفة وعرف باسمها، ولذلك قال هذا الأمير العالم إن آل سعود حنفيون ربيعيون عدنانيون .. وإذا قيل أننا عنزيون فمعنى ذلك أننا وائليون . انتهى كلامه .
كما قال لمجلة الأبل الأمير فواز بن ناصر بن فهد ال سعود "عرف أن القبائل تنتسب ببعضها إذا تحالفت فكان هناك حلف جاهلي بين عنزة وأبناء عمومتهم بنو حنيفة يدعى حلف (اللهازم) وكان غرض هذا الحلف حربي وعرف هذا الحلف بالقوة والمنعة وتغنى الشعراء به كثيراً وعرفاً إذا تحالفت القبائل وأصبحت مغارمهم ومغانمهم واحدة جاز لهم أن يتسموا ببعض وحميتهم واحدة وخصوصاً إن كانوا أبناء عمومة مثل بنو حنيفة وعنزة حيث يعود كلاهما إلى نسب وائل وهذه التحالفات حصلت في كل قبائل الجزيرة العربية المعروفة اليوم تحت تسمية (ذبح شاة الغرم) ولذلك يجوز لبني حنيفة التسمي بعنزه رغم ان هذا الحلف بين بني حنيفة وعنزه سببه كان حربياً أثناء حرب البسوس.والامثله كثيره فمثلاً قبيلة الدواسر المعروفة اليوم هي تحالف بين بعض من قبائل تغلب العدنانية وقبائل آخرى من قحطان وكلاهما يتسمون بأسم الدواسر وهذا المثل ينطبق على كثير
من القبائل في الجزيرة العربية " بل ينطبق على 99 % من القبائل" . انتهى كلام الأمير فواز بن ناصر .

أم الفقيد : هي الأميرة الصالحة التقّية/ موضي بنت ناصر بن سعود بن إبراهيم بن عبدالله بن فرحان بن سعود ، فجده لأمه هو ناصر بن سعود و يشار له في كتب التاريخ تحت أسم ناصر ابن فرحان (أحد الرجال السبعة الذين دخلوا المصمك عام 1319هـ مع الملك عبدالعزيز - رحمهم الله جميعاً) فهو – رحمه الله – خيار من خيار ، وثمرة طيبة من شجرة طيبة ، من قوم توارثوا خدمة هذا الدين فلا غرو أن يشتهر بالصلاح والتقى والزهد والورع والجهاد في سبيل الله .
مولده ونشأته :
وُلد – رحمه الله – في الرياض عام 1325هـ كما قال شخصيا بذلك عدة مرات في بيت هو الآن محراب جامع الإمام تركي ، والعجيب أنه صلي عليه صلاة الجنازة في نفس المكان الذي وُلد فيه قبل مئة سنة ونيف. نشأ يتيماً فلم ير والده الأمير / فيصل بن تركي بن سعود بن فرحان آل سعود – رحمه الله – وقد كتب عن والده الأستاذ / عبدالرحمن بن سليمان الرويشد في الذكرى المئوية للتأسيس في جريدة الرياض يوم الأربعاء 10 شوال 1419هـ - 27 يناير 1999م – العدد 11174 تحت عنوان (( الشهداء من آل سعود .. شهداء الوحدة والتوحيد "13" )) عنه فقال: ولد الشهيد فيصل بن تركي بن سعود بن إبراهيم بن عبدالله آل فرحان في مدينة الرياض في نهاية القرن الثالث عشر الهجري ، وعاش في كنف والده تركي بن سعود آل فرحان وتلقى علومه الأولى وأصول العقيدة في الكتاتيب المنتشرة آنذاك ، كما أتقن الرماية وركوب الخيل في وقت مبكر كما هو شأن أبناء الأسرة السعودية في ذلك الوقت .
ملخص المشاركات والمناصب العسكرية والإدارية للأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود رحمه الله :
مشاركاته العسكرية وإعجاب الملك عبدالعزيز به:
كانت أول مشاركات سمو الأمير/ عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود – مع الملك عبدالعزيز رحمهم الله في معركة الرغامة أو أبرق الرغامة وتعرف هذه المعركة بحصار جدة الذي طال أمده إلى فترة تسعة أشهر تقريباً وأعجب الملك عبدالعزيز بشجاعة الأمير/ عبدالله بن فيصل رحمه الله ـ في هذه المشاركة العسكرية مما ساهم من ضمن اسباب كثيرة أخرى في تولية الملك عبدالعزيز له والاعتماد عليه في عدة مشاركات ومناصب عسكرية وإدارية وانتهى هذا الحصار بفتح جدة وضمها للدولة السعودية .
حرب اليمن: عند خروج المتوكل الإمام يحيى واستيلائه على بلد اسمه "حبونا"(في نجران) وعلى جبال كانت هي من حدود المملكة عندها أمر الملك عبدالعزيز جنده المسير فساروا على الإبل من الرياض إلى تلك الجبال في نجران وكان من ضمن هذا الجيش الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان – رحمه الله – فحصلت بعض المناوشات ثم تلتها مفاوضات فانتهت المسألة .
أميراً على القصيم: ولاه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – أميراً على القصيم وامتدت فترة إمارته على القصيم من عام 1354هـ إلى 1366هـ وقد زاره الملك عبدالعزيز أثناء ذلك مرتين ومضمن ما ذكره الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان في كتاب كنت مع عبدالعزيز ( صفحة 336- 337 ) : " كان الملك عبد العزيز في زيارة عندنا في القصيم ، وفي اثناء إقامته وصل مبعوث من النصارى ونحن حاضرون . ولما وصل هذا النصراني لم يكن الملك عبد العزيز يدري ما الذي يريده وإنما أخبر بأنه متوجه إلى هنا . دخل النصراني على الملك في المجلس وسلم ، وحياه الملك . وكان عبد العزيز بن معمر هو الذي يعرف كلام الأجانب وهو موجود وكان يتقن الإنجليزية . قال النصراني : إني جئت مبعوثاً من البابا بأمرين على أن تعطونا مقابلهما شيئاً واحداً . قال الملك عبد العزيز موجهاً الكلام لابن معمر : قل له ما الذي جاء لنا به وما هو الأمر الذي يبتغيه منا . قال النصراني : الأمران اللذان نعطيكم إياهما هما : أن نعترف بحقوقكم في فلسطين ، وأن نساعدكم مادياً ومعنوياً على أن تعطونا شيئاًواحداً . قال الملك : ما هو ؟ ولكن بدأ على الملك عبد العزيز أنه تغير وهو ينصت . قال النصراني : أن تسمحوا لنا أن نبني كنيسة في الظهران . غضب الملك عبد العزيز غضباً شديداً وتغير حتى في جسمه. قال الملك لابن معمر : قل له : أما حقوقنا فلسنا بحاجة لاعترافه فيها ونحن في غنى عنه ، وأما دعمنا مادياً ومعنوياً فالله لنا، وأما الكنيسة فلا اسمح أنا ومن على صلبي بأن توضع كنيسة أو يرى شيء من الكنائس في الجزيرة العربية " .
أول رئيس للحرس الوطني: عين الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان –رحمه الله– في عهد الملك سعود –رحمه الله– رئيساً للحرس الوطني عند تأسيسه وبذلك يكون أول رئيس للحرس الوطني حيث كان تأسيس هذا الجهاز يراود فكر الملك عبدالعزيز وبعد وفاته مباشرة أمر الملك سعود ـ رحمه الله - بتأسيسه وتعيين الأمير عبدالله رئيساً له عام 1374هـ واستمر في منصبه حتى 1376هـ ، ومن المعروف أن هذا الجهاز كان يعرف قبل ذلك باسم الإخوان المجاهدين فتم تغيير مسماه خلال رئاسة الأمير عبدالله بن فيصل إلى اسم الحرس الوطني وهو الإسم الذي يعرف به اليوم . وقد قام – رحمه الله – بعدة تنظيمات للإخوان وتعينات واسعة ومن تلك التعينات قام بتعيين الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمه الله والذي توفي وهو نائب مساعد لرئيس الحرس الوطني حيث كان الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري قبل ذلك رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي وحرصاً من الأمير عبدالله بجلب الكوادر المتعلمة والأمينة كان أن اختار الشيخ عبدالعزيز التويجري للعمل معه في الحرس الوطني حيث كان أخوه الشيخ حمد بن عبدالمحسن التويجري قد عمل قبل ذلك كرئيساً على مالية القصيم مع الأمير عبدالله بن فيصل أثناء عمله كأمير للقصيم ، فعرف حرص هذه العائلة وتفانيها في خدمة الوطن فعندما أصبح رئيساً للحرس الوطني أرسل مندوباً لإخبار الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري ليحضر إليه للعمل معه في الحرس الوطني .
حرب القهر: تولى –رحمه الله– قيادة حرب القهر في جبال الريث وبعد أن خرجت تلك الديار عن الطاعة فكتب له النصر بعد أن استعصت على القادة الذين قبله بسبب وعورة التضاريس وبرودة الجو في الجبال وصعوبة الإمداد والتموين للجيش وقد قال لنا حشر بن خفران بن بتال المصارير الدوسري وهو أحد مرافقي الأمير عبدالله بن فيصل –رحمه الله– في تلك المعركة أنه رأى شجاعة الأمير عبدالله بأم عينه في تلك المعركة وأنه بعد أن قرر أن يبدأ الغزو ألتفت إلى الأخويا الخاصين المرافقين له وقال لهم "لا ألتفت ولا القاكم بجنبي إلين تقدمنا والله ثم والله أني لو أشوف واحد متأخر إني لأرميه بنفسي وأحروله " وقد استمرت المعارك هناك حتى عودته قراب الأربعة أشهر .
العدوان الثلاثي ومرابطة حقل: كُلف –رحمه الله– بالمرابطة وحماية المركز الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية أثناء العدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية وقد رابط بأفواج الحرس الوطني مدة تسعة أشهر في مدينة حقل والبدع في منطقة تبوك .
مشيرفة والعبادة: بعد أن استقرت أمور الدولة وانتهى التوحيد بحمد الله فضل أن يرتاح في مزرعته التي اشترى أرضها من المصارير والشكره من الدواسر فزرعها وحفر الآبار وأقام بها حتى آخر حياته – رحمه الله.
روايته لتاريخ السعودية: كان –رحمه الله– راوياً يعتمد عليه لتاريخ الدوله السعودية الثلاث وعارفاً بالأنساب حيث عاصر كثيراً مما يروي أو روى له ممن عاصروه أو أبنائهم مباشرةً عن الدول السعودية الثلاث.