عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2014, 03:12 PM
المشاركة 14
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و الزَّخرفة هي التزيين في كمال فيقال بيت مُزخرف أي مزين و مزوَّق ،
فأمَّا الزخرفة في الطبيعة غير العاقلة:
فلا أصرح من قول شاعرهم ابن خفاجة في وصف الطبيعة من حولهم :
يَأَهلَ أَندَلُسٍ لِلَّهِ دَرُّكُمُ
ماءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ
ما جَنَّةُ الخُلدِ إِلّا في دِيارِكُمُ
وَلَو تَخَيَّرتُ هَذا كُنتُ أَختارُ
فهذه الطبيعة المنمقة بكل أصناف النعيم الحسي المختلفة في اتساق و تناغم ، أثرت في روح الشاعر العربي الأندلسي و هو يرى الألوان المختلفة التي تتركها الفصول على أوراق الشجرة الواحدة ليبقى أثر الصيف مع مطلع الربيع و يرى المروج التي تتخللها الأنهار المتموجة الملتفة حولها كضفائر الحسناء فتنغرس في حسه و نفسه قيمة التضفير و سحره و يسمع للطيور الصداحة ؛فتدق معانيه و ترق ألفاظه ، فيشارك الكل بكل عذب و مزين من لحن و قول .
, بل إن هذه الطبيعة احتضنت الإنسان و غدت له مجالس أنسه و إنشاداً لشعره كما يعبر عنها اليوم بالمسارح المفتوحة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا