عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2016, 01:30 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقتطفات من مقال الاستاذ فهمي هويدي لهذا اليوم والمنشور في عدة صحف منها الجزيرة نت:

بعنوان "مستقبل لا نراه ويأس نحذر منه"

"شاءت المقادير أن يمر العالم العربي بأسوأ مراحله السياسية، فالحروب الأهلية صارت سمة لعدد من دوله، وآخرون روعهم انهيار أسعار النفط وبات بعضهم يتحدث عن ترتيبات ما بعد البرميل الأخير.

من المفارقات أنه بعد مضي خمس سنوات على ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، فإننا لم نعرف بعد إلى أين نحن ذاهبون، ولا ما هي أولويات التحديات التي نحن مقبلون عليها في العام الجديد."


"يبدو كئيبا هذا العام الجديد. تدل على ذلك القرائن التي أشرت إلى بعضها، وغيرها كثير مما لا يتسع له المقام أو المجال. قد نختلف في تقدير نسبة الكآبة في الكوب، سواء مثلت ربعه أو نصفه أو غير ذلك، إلا أنها موجودة ولا نستطيع أن نتجاهلها. لكن أخوف ما أخافه أن يدفعنا ذلك إلى اليأس والانضمام إلى حملة ملاعنة الربيع العربي وسنينه أو الحنين إلى زمن تزوير الانتخابات والدكتاتورية المقنعة والفساد المستور.

استوقفتني في هذا الصدد مقالة نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في ١٤/١ كتبها فرانسوا هيزبورج أحد خبراء الشؤون الإستراتيجية تطرق فيها إلى الأوضاع السائدة في العالم العربي في الوقت الراهن وقارنها بالخبرة التاريخية الأوروبية. إذ تحدث عما شهدته أوروبا خلال حرب الثلاثين عاما في بداية القرن السابع عشر (بين عامي ١٦١٨ و١٦٤٨) التي أشاعت الاقتتال والخراب والمجاعات في أوروبا. إذ بدأت حربا بين البروتستانت والكاثوليك (السنة والشيعة؟) وانتهت صراعا سياسيا على الحدود والنفوذ اشترك فيه الفرنسيون والألمان والإيطاليون والسويديون والإسبان وغيرهم (هبط خلالها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليونا ونصف المليون)، وبعدما غرقت أوروبا في الدماء خرجت من أنقاض الحرب الأمَتان الألمانية والفرنسية".

"الرياح التي هبت على العالم العربي في عام ٢٠١١ كانت متوقعة لأن أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر على حالها"

أشار الكاتب إلى أن الرياح التي هبت على العالم العربي في عام ٢٠١١ كانت متوقعة لأن التقارير التي تحدثت عن التنمية فيه والفجوة المتسعة بينه وبين العالم الخارجي على كل المستويات بينت أن أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر على حالها. وهو ما يهدم مزاعم البعض الذين تبنوا سيناريو "المؤامرة" لتشويه انتفاضة العالم العربي خصوصا في مصر.
لقد حرص الكاتب على أن يحذر من التعجل في تقييم الوضع في العالم العربي تأثرا بالخيبات والصراعات التي عانت منها بعض أقطاره. ودعا إلى قراءة المشهد العربي من خلال استدعاء تلك الخبرة الأوروبية التي شهدتها القارة في القرن السابع عشر، وهو ما أؤيده وأشدد عليه، لكنني تمنيت ألا نستنسخ فظائع وقائع تلك الحرب، كما أنني استشعرت استياء من مدة الثلاثين عاما، لأن أمثالي لن يقدر لهم أن يشهدوا بزوغ حلم الأحياء. وأرجو أن يلمس الأحفاد بعض ثماره
."