عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2016, 12:01 AM
المشاركة 66
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ عبدالله

في تحليل ما جرى في اوروبا وكيف سقطت في عصر الظلام ثم ما جرى في بلاد المسلمين نجد ان أزمة السقوط في الظلام اعمق كثيرا مما نظن لاول وهلة.

أنا لا أقلل من اثر ودور الحاكم في التقدم والنهوض في الامة او عكس ذلك، لكن الذي جرى في كلا الحالتين، وتسبب في السقوط في الظلام يعود الي سيطرة القطاع اللاهوتي من المؤسسة الدينية التي تاخذ بالنقل وتغالي في فهمها للطروحات الدينية ، وتهمل العقل ودور الفكر والفلسفة وتراكم التجربة الانسانية.

ان المسؤول عن عصر الظلام الذي نحن فيه هم اؤلئك المشايخ الذين حاربوا الفلاسفة المسلمين من اهل الاندلس الذين جمعوا في فكرهم وطرحهم بين النقل والعقل.

ان معصيتنا لله ورسوله جاءت عندما تركنا لهوانا ان يتحكم في عقولنا وقمنا على تغليب المنطق اللاهوتي على المنطق العقلي الذي جاء به الاسلام لينير الدنيا.

ان الأزمة أزمة فكر ولم تخرج اوروبا من عصر الظلام الا بعد ان تخلصت من سيطرة ذلك الفكر اللاهوتي واعتمدت في جامعاتها الفكر العقلاني واخذته من الفلاسفة المسلمين امثال ابن رشد وهذه حقائق تاريخية مدونة ومعروفة وتقر بها جامعات فرنسا وإيطاليا تحديدا.

لقد تقدم الغرب لانهم فكروا بالصورة التي جاء بها الاسلام ( التفكير العقلاني والذي يجمع بين النقل والعقل ) بينما تأخر الشرق لانهم فكروا بالطريقة التي جاء بها هواهم وعلى الطريقة اللاهوتية وقد ضل سعيهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .

حتى يعود الشرق الي رشد و يبدأ مسيرة الخروج من عصر الظلام الذي نحن فيه لا بد من احياء فكر الفلاسفة المسلمين الاوائل واعتماد منهجية تفكيرهم ضمن المؤسسات التعليمية كما فعلت اوروبا.

يعني العودة الي تعاليم الدين الصحيحة وليس الي اجتهادات بعض المشايخ الذين قللوا من شان العقل والغوا دوره في المنظومة الفكرية وما ترتب على وهو كثير .

*