عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 03:03 PM
المشاركة 246
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد نور الدين الأتاسي



الرئيس السوري الدكتور أحمد نور الدين بن محمد علي بن فؤاد بن أحمد بن محمد سعيد الأتاسي



ثالث رؤساء الدولة السورية من آل الأتاسي



1929-1992م




هو السيد الدكتور أحمد نور الدين بن محمد علي بن فؤاد بن أحمد بن سعيد الأتاسي، جده لأبيه هو العلامة القاضي الشاعر فؤاد أفندي الأتاسي، وجده لأمه هو عمر بك بن يحيى بن سعيد الأتاسي، زعيم حمص وقائد ثورتها، وقد سبقت ترجمتهما. أبصر نور الدين الأتاسي النور في مدينة حمص عام (1348 للهجرة) المقابل لعام 1929م،
وقد توفت والدته صغيراً، فتربى عند جده لوالده القاضي فؤاد أفندي الأتاسي، وحضر مجالس جده التي كانت تعج بالشعراء والعلماء، فحفظ الشعر العربي منذ نعومة أظفاره.
ودرس في مدارس حمص، وشارك في مظاهرات المدينة ضد الفرنسيين صغيراً حتى اعتقل مرة قبل أن يتعدى سنه الخامسة عشر بتهمة توزيع المنشورات المحرضة على العصيان على الطلاب في مدارس حمص.
ثم التحق الأتاسي بكلية الطب في جامعة دمشق عام 1948، وفي تلك المدينة توثقت صلاته بقواد حزب البعث –أمثال أكرم الحوراني وميشيل عفلق- والذي كان في مرحلة النشوء، وقد كان الأتاسي قد انتمى لحزب البعث منذ عام 1944م. وفي دمشق ومن كلية طبها أصبح الأتاسي من الممثلين المنتخبين للمنظمة الطلابية التابعة للحزب ورئيساً لهيئتها القيادية خلال أعوام دراسته (1948-1955م) وحتى تخرجه، وذلك خلفاً لابن عمه الدكتور جمال الأتاسي والذي تزعم الحركة الطلابية في حزب البعث لما كان طالباً في كلية الطب كذلك بين الأعوام 1943-1947م. وأثناء وجوده في دمشق كان الأتاسي من المنظمين للمظاهرات، وطالما قاد المظاهرات في شوارع المدينة حتى يصل إلى البرلمان السوري فيلقي خطاباته على المتظاهرين. ولما اعتلى سدة الحكم الشيشكلي عام 1951 منهياً الحياة النيابية ومستعملاً نظام القمع اضطر قادة البعث إلى مغادرة البلاد والبدء في العمل السري للحزب فشارك الأتاسي في ذلك العمل عضواً في الهيئة القيادية وممثلاً الجامعة في هذه الهيئة. وفي أواخر تشرين الثاني من عام 1952م خرج الأتاسي بتظاهرة ضد الشيشكلي بمناسبة الذكرى السنوية لنكبة فلسطين ومعه حشود من الطلبة الجامعيين وطلبة المدارس واشتبك هؤلاء مع شرطة الشيشكلي أياماً ثلاثة واضطروا إلى الاعتصام بحرم الجامعة حتى اقتحمته شرطة الشيشكلي واعتقلت قادة المظاهرة وبينهم الأتاسي، ونقل هؤلاء إلى نظارة وزارة الداخلية حيث مورس عليهم الضغط لتوقيع تعهد بترك العمل السياسي والنشاط التظاهري، فرفض نور الدين ذلك وعدد من رفاقه، فسيق هؤلاء إلى سجن تدمر حيث كان لهم نصيب من التعذيب لمدة أشهر خمسة، أعيد بعدها الأتاسي ورفقه إلى سجن المزة بدمشق في نيسان (ابريل) عام 1953. وهنالك أضرب الأتاسي ومن معه من المساجين عن الطعام حتى أفرج عنهم بعد أن فشل السجانون بانتزاع تعهدات منهم بترك مشاكسة النظام الحاكم. وعاد الأتاسي إلى جامعته وباشر لتوه بقيادة المظاهرات من جديد وبنشاطه في هيئة القيادة السرية للبعث، واعتقل تارة أخرى ونقل إلى سجن القلعة حيث مكث فيه قيد الاعتقال مدة شهرين أفرج عنه بعدها ليستمر في نشاطه وتخفيه من السلطات التي كانت في طلبه باستمرار حتى سقطت دولة الشيشكلي في شهر شباط (فبراير) من عام 1954م.
تخرج نور الدين من كلية الطب عام 1955م، وقبل أن يبدأ بالاختصاص طلب لخدمة العلم فكان مع القوات السورية التي دخلت الأردن لحمايته أثناء العدوان الثلاثي على مصر، ثم تطوع الأتاسي مع جماعة من أصدقائه الأطباء في صفوف الثورة الجزائرية على الحدود التونسية-الجزائرية، كطبيب معالج، بعد اتصاله بكريم بلقاسم. وهناك كون الأطباء السوريون صداقة متينة مع العقيد علي كافي قائد الولاية الثانية، ومع تيجاني هدام رئيس مصلحة الصحة، وكان قد تعرف الأتاسي بالدكتورين يوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس في مطلع شبابه، وكوّن معهما ثلاثياً عرف "بالأطباء الثلاثة"، شاركوا في الثورة الجزائرية، وعادوا إلى سورية فصاروا فيما بعد الجيل المدني الثاني لحزب البعث، وتزعموا القيادة القطرية لهذا الحزب، فلم يفترق هؤلاء منذ اشتراكهم في الثورة الجزائرية، وحتى أطيح بالأتاسي وحكومته عام 1970م.
وعاد الأتاسي من المغرب العربي بعد أن عقدت الوحدة بين مصر وسورية، وتخصص في الجراحة العامة في مستشفى دمشق لمدة ثلاث سنين، ثم عين في العديد من المستشفيات في دمشق، كان آخرها مشفى دمشق، فعد من أبرز أطبائه، ثم رجع إلى بلده حمص فمارس الطب الجراحي في المستشفى الوطني وفي عيادته الخاصة، حتى ثورة الثامن من آذار عام 1963م لما تسنى للأتاسي أن يمارس السياسة.
بعد أن توفي والده وهو في سن الحادية والعشرين من عمره أخذ الجبرتي يتنقل في أنحاء مصر ليعرف مواقعها،ويتصل بعلمائها وكبارها وليعرف كيفية الحياة في القرى، وما يعانيه الفلاح من شظف العيش وقد كان بطبيعته ميالاً للشهرة محباً للرحلة، وقد ساعده على ذلك ثروته الكبيرة، ورغبته في المعرفة والاطلاع التي كانت تدفعه دائماً.
وقد كان هذا أحد الأسباب البارزة التي مكنته من تأليف كتابه الكبير فيما بعد، ولا شك أن الجبرتي قد أحاط بكثير من أخبار البلاد والعباد، مما جعله صادق الأحكام دقيقاً في تحليل الأمور مستوعباً لكل صغيرة وكبيرة من حياة الشعب المصري في الفترة التي تحدث عنها وتعامل معها.