عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2012, 11:02 PM
المشاركة 10
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرة سمعت من قارىء خطوط اليد كلمة مهمة و يبدو أنه أستاذ مهم في هذا المجال فقال :
أنا لا أقرأ الكف و لا خطوط اليد و لكنني أقرأ الوجوه . و ما أخبره لصاحب الكف بأنه سيكون عليه يحاول هو لا شعوريا أو ببرمجة لغوية مني أن يسعى ليطبقه.
قراءة الوجه يعني سبر أغوار الإنسان النفسية و يبدو أن مافي نفوسنا ينعكس على صفحة وجوهنا و يستطيع من أدرك قليلا من أدوات قراءة الشخصية أن يترجم هذا إلى تحليل يسقطه على مستقبل هذا الإنسان بما يتوقع له أن يكون و يبرمجه بطريقة غير مباشرة ليسعى لتطبيقه .
و في علم النفس التربوي أن الطفل ينزع دوما أن يطبق ما تتوقعه منه فأن تقول لطفل أنت ذكي و مجتهد سيسعى بكل ما يمكنه و ما لا يمكنه لتطبيق هذا التوقع و العكس صحيح إذا كانت الجملة سلبية ..
و قد أجريت تجارب عديدة في هذا المجال فحين دخل مدير أحد المدارس الفرنسية إلى صف في مدرسته صُنف طلابه حسب اختبارات الذكاء على أنهم متوسطي الذكاء و قال لهم : أتوقع أن تحرزوا نتائجا متقدمة . و قد نزع الطلاب متوسطو الذكاء إلى أن يعززوا هذا التوقع فحققوا نتائج أعلى من قدراتهم العقلية
و بذات الطريقة يستطيع المربي بالبرمجة السلبية أن يقتل قدرات عقلية متميزة في نفس طفل عبقري برسائل سلبية .
لماذ أقول هذا الكلام و الموضوع مطروح عن التنبؤ بما سيحدث من أشياء مستقبلية و ليس عن قراءة الكف و هو معلوم ان قراءة الكف تتعلق بفردانية كل إنسان على حدة و التوقع المنصوص عليه في علم النفس التربوي يختص بتوقع على مدى قصير نسبيا و فردي أيضا ؟
السبب وراء هذا أن من يقرأ الكف أو المربي الذي يستخدم الرسالة غير المباشرة المغلفة بتوقع سلبي أو إيجابي لا يختلف كثيرا عن هذا المتوقع الذي يخبرنا ما قد يحدث في سنة قادمة أو سنتين . وواضح أن هذا المتوقع ربما يغلف توقعه بحالة من الغموض لزوم الإعلان و جني المكاسب المادية لكن مما ليس فيه شك انه يمتلك ذكاء و فراسة و قدرة تمكنه من تحليل الظواهر و الخلوص إلى نتائج لها قد تصح و قد لا تصح
لكننا بشعورنا الجمعي نميل إلى تصديق توقعه ربما لنحقق بعض الراحة لنفوسنا المتأزمة بمتابعة أخبار الكوارث و الحروب و المشاكل
و لو انتبهنا إلى هؤلاء المتوقعين و ما يقولونه لوجدنا أنهم لا يتوقعون سوى المشاكل و الأزمات و هذا دليل ذكاء أيضا لأنهم يعرفون تماما أن لو كان ما توقعوه أحداثا سعيدة لن يحظوا بالتصديق و المتابعة من قبل الناس لأن النفس البشرية غالبا أميل إلى تصديق من ينذرها بكارثة أكثر ممن يتوقع لها خبرا سعيدا
لي عودة