هذه القصائد التي تجمع بين الحكمة الواعية والنصيحة الوافية
للشاعر صالح بن عبد القدوس
نبذة عن حياته :
صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل.
شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.
وهو من الشعراء العباسيين
وإليكم أول قصائده :
المرء يجمع و الزمان يفرق
ويظل يرقع و الخطوب تمزق
ولأن يعادي عاقلا خير له
من أن يكون له صديق أحمق
فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا
إن الصديق علي الصديق مصدق
وزن الكلام إذا نطقت فإنما
يبدي عيوب ذوي العقول المنطق
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم
من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجول بكل واد قلبه
فيري ويعرف ما يقول فينطق
وإن امرؤ لسعته أفعي مرة
تركته – حين يجر حبل – يفرق
ما الناس إلا عاملان ، فعامل
قد مات من عطش . وأخر يغرق
والناس في طلب المعاش وإنما
بالجد يرزق منهم من يرزق
لكنه فضل المليك عليهم
هذا عليه موسع ومضيق
لو سار ألف مدجج في حاجة
لم يقضها إلا الذي يترفق
إن الترفق للمقيم موافق
وإذا يسافر فالترفق أرفق