الموضوع: احجية
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
843
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
09-03-2021, 02:36 PM
المشاركة 1
09-03-2021, 02:36 PM
المشاركة 1
افتراضي احجية
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

بسم الله الرحمن الرحيم

احجية
بينما كنت جالسا مستمتعا فوق الرمال البيضاء لشاطئ المغسيل بصلاله في بداية شهر أغسطس عام 2019م شيء ما دفعني الى دخول البحر وما ان لامست قدمي رماله الناعمة شعرت وخلال ثوان بخليط أجواء ابتدأت صحراوية تلتها استوائية وانتهت بقطبية
في لحظتها سمعت مع ثورة الأمواج همسا أخذ يعلو، ويعلو ارتبكت خفت وعدت مسرعا الى الشاطئ عدد من الخطوات ثم توقفت ...... لم يكن الوضع يستدعي ذلك الخوف فالشاطئ كان قريبا ومليء بالناس فعدت ادراجي واخذت أنصت بكل حواسي
حددت مصدر الصوت وانطلقت نحوه فاكتشف او خيل الي ذلك ان هذه الهمسات انطلقت من صخور، احجار وبقايا اصداف متناثرة متجاورة بعد تردد انحنيت ومددت يدي وحملتها الواحدة تلو الأخرى وعدت الى الشاطئ
وبمجرد ان جلست رسمت على تلك الاحجار والصخور بقطعة فحم وجدتها بالجوار وجهان لذكر وانثى وطائر وكتبت بعض الحروف الهجائية والتي سبق ان رأيت مثيلاً لها في موقع أثري وقمت بعمل أطار تزييني لتلك الأحجار بالأصداف
في حقيقة الامر لم أكن اعلم لما ترمز هذه الحروف فعلت ذلك كي تبدوا للناظر وكأنها عمل من الماضي البعيد... وتركتها خلفي كما هي وغادرت

بعد عام من تلك الحادثة وفي نفس التوقيت أي في بداية شهر أغسطس من عام 2020م وبينما كنت جالسا في منطقة السودة على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، اقترب مني شاب تجاوز العشرين من عمره نظر الي مبتسما وقال: لقد رأيتك في نفس التوقيت من عام 2019 في سلطنة عُمان واخرج هاتفه المحمول واراني صورة لكومة الأحجار والصدف التي رسمت عليها وقال: شكرا!
فقلت باندهاش: على ماذا ؟!
فأجاب بصوت يشبه الفحيح: لقد قمت ذلك اليوم من مكانك في شاطئ مغسيل بسلطنة عُمان وبقدميك خضت بحر العرب والمحيط الهندي ووصلت الى المحيط المتجمد الجنوبي وسمعت همسا اليس كذلك ؟!
ارتبكت، تلعثمت، وهممت بالقيام من مكاني فامسك بيدي ونظر الى عيني واخرج حجرة تشبه بيضة حمامة من جيبه ووضعها في جيبي وواصل حديثه وقد تحول صوته الى صوت امرأة وقال او قالت: احتفظ بها من المؤكد أنك ستحتاجها يوما ما...... وقام من مكانه واختفى خلف الضباب!
ضللت لمدة أسبوع اراقب بقلق هذه الحجر واسأل نفسي ماذا افعل بها ؟!
فانا لا املك الجرأة للاحتفاظ بها او التخلص منها
بدأت الشكوك تساورني بشأن هذه الحجر ما سرها وما نوع المساعدة التي قدمتها لذلك المخلوق
الذي لا اعلم ان كان ذكر او انثى وبعد تفكير عميق قررت ان احمل هذه الحجر واذهب الى متخصص لمثل هذه الأمور
وبمجرد ان دخلت عليه قال بصوته المرعب المصطنع: ارح لسانك واخرج الحجر من جيبك فنحن نعلم سبب قدومك
فأخرجت الحجر من جيبي واعطيته اياها بدون تعليق
اخذ يتأملها بهدوء وهو يبتسم، ثم قال: من المؤكد أنك تعرف سبب خوضك البحر للبحث عن الأحجار والاصداف المناسبة لتترك له تذكار على شاطئ المغسيل !
وهذا ليس بالشيء الغريب فالإنسان يشجع طفله على الكلام وعندما يتكلم يطلب منه الصمت وينعته بالمزعج والثرثار
على كل حال ان كنت لا ترغب في هذه الحجر ارمي بها هنا وأشار الى الموقد لكن اعلم ان هذا التصرف سوف يفطر قلبك
فجأة تجسدت صورة مخلوق امام عيني فسرحت بفكري لثواني ثم مددت يدي بدون ان انطق بكلمة واحدة واخذت الحجرة منه ووضعتها في جيبي وعدت الى منزلي وانا اشعر بسعادة لا يمكن وصفها!


.