عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2021, 02:11 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الاستعمار والاستشراق
لكن هناك جانب آخر أن أي عنصر دخيل يترك أثرا في البنية فرفرة فراشة لا بد تحدث بعض تأثير، فحين توجه الوعي جهة شيء يكون لهذا الشيء تأثير على الوعي ذاته فالوعي ليس صلبا وليس إلا انتظاما لغويا في الأخير، لذلك حين تنفتح على لغة جديدة تهتز أركان وعيك الأولي، الأوربيون عاشوا هذه الفترة حيث انقلب السحر على الساحر، وأصابهم مس الشرق في فترة من فترات حياتهم المعرفية وخاصة مع شوبنهاور ونيتشه اللذين استغرقا في الفلسفة الشرقية. والحركة الرومنسية،والهيبيزم، وحتى الخضر حاليا كلها ارتدادات عكسية، فهي رجات انفتاح العقل الغربي على الشرق، وكسر لجبروت عقلانيته المفرطة. بل هو تجسيد للحمة الطبيعة إنسان، الأنا والآخر. لذلك يصعب تصديق أن الاستشراق كان في إتجاه واحد، بل يحدث أن تتلاقح الأفكار ضدا على رغبة المتمدد.

تحليل فلسفي تاريخي مترامي الأطراف لِما آلَتْ إليه الأحوالُ وتئول، تُلخِّصُه هذه العبارةُ الذكية
(بل يحدث أن تتلاقح الأفكار ضدا على رغبة المتمدد.)
ولعلَّ للكوميديا الإلهية لدانتي جذورًا أدبيةً شرقية، بل يُقالُ إنها كُتِبَت استنادًا إلى ما قرأه عن الإسراءِ والمِعراج
ومما قرأتُهُ أيضًا أنّ ملِكاتِ أوروبا ارتدينَ النقابَ تقليدًا لملِكاتِ الشرقِ (المُعمِّرِ) أوروبا عندما كانت دولةُ الأندلسِ
لعلكَ لو أردتَ الأمثلةَ لوجدتَ الكثيرَ مما تنضحُ به أواني التاريخ، ولكنكَ اكتفيتَ بالخيوطِ الرئيسية
ولو كان تدوينُ التاريخ مُنصِفًا لا ستبدلَ كلمة الاستعمارِ الغربيّ بالاستِخراب،
في ضوءِ ما قيل هنا وفي كل مكان عن تنميةِ الموارد باستغلال ضعفِ الآخر أو سرقتِه

أرجو أنني لم أبتعِد كثيرًا عن فحوى مقالتِكَ التنويريةِ الوضاءة

أهلا بك أستاذتي العزيزة ثريا حتى ولو ابتعدت ففيه إغناء للمقالة، لا أحد ينكر أن الاستعمار كيفما كان نوعه تدمير لبنية وإقامة لأخرى، وهو أيضا سرقة فاضحة. لكنه طبعي أيضا حتى ونحن لا نستطيع تقبله. وعندما أقول طبيعي فأنا لا أعتبره معقولا ومنطقيا، بل هو فقط نمط موجود في الطبيعة وتطبع به البشر. أو بعبارة أخرى فهو أمر واقع، ونحتاج لمجهود جبار للخروج من أسواره.
فقط تختلف الرؤى في كيفية الخروج، هل بالمقاومة ورفض بنيته كاملة، أو العمل من داخل بنيته كما يفعل الأسيويون.

شكرا لحضورك البهي أستاذتي.