عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
18

المشاهدات
3666
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
10-16-2019, 01:45 PM
المشاركة 1
10-16-2019, 01:45 PM
المشاركة 1
افتراضي الفارق الضخم بين شريعة الله وشريعة الناس !
[justify]
الفارق الضخم بين شريعة الله وشريعة الناس !

لو تدبر الواحد منا لخمس دقائق فقط فى هذا المجال لاكتشف غرائب تعلو على عجائب الدنيا السبع , ومنها مثلا :
* لماذا يسمى الناس أبنائهم باسم ( قابيل ) ولا يوجد أحد فكر فى أن يسمى إبنه ( هابيل ) ؟!
رغم أن قابيل هذا كان هو القاتل الظالم لأخيه بل هو أظلم القتلة فى التاريخ البشري لأنه أول من سن القتل فكل نفس مقتولة بعده له وزر منها كما ثبت بالحديث , ومع هذا من المستحيل أن يسمى أحدهم اسمه باسم الضحية رغم أن هابيل كان التقي الورع الذى تقبل الله قربانه وتقبله شهيدا , بل المصيبة الأعظم أنه فى لغتنا العامية جاءت مشتقات من اسم هابيل تدل على كل إنسان أبله ضعيف مستضعف ! ,

* ولنا أن نتصور أى مأساة نعيشها عندما يكون الإفتراء والبذاءة وطول اللسان علامة قوة عند المجتمع بالجملة الشهيرة ( ده شخص جدع بيعرف ياخد حقه ) وينسي هؤلاء قول النبي عليه السلام
( إن شر الناس من اتقاه الناس مخافة فحشه )

* أى إنسان يكون من طبعه وغريزته اليـُـسر والطيبة وسهولة التعامل وتفادى المشاكل بقدر طاقته والعفو عمن يظلمه وسرعة عفوه عن الناس , تجد المجتمع من حوله ينتقدون صفته تلك ويتهمونه بالطيبة كمقابل للسذاجة بينما البلطجى المفترى صاحب الصوت العالى الذى لا يغفر زلة أحد قط بل يردها أضعافا تجد إعجاب المجتمع به ظاهرا بل ويطلقون عليه ألقاب التمجيد أيضا ! , مع أن النبي عليه السلام قال :
( حُــّرم على النار كل هين سهل قريب من الناس ) ,
وقال النبي عليه السلام أيضا ( رحم الله عبدا سمحا إذا سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضي )

*لنقف مع أنفسنا أيضا مع مثال يوضح الفارق بين شريعة الله وشريعة الناس , عن طريق النظر لرد فعل الآباء والأمهات إذا وقع أبناؤهم فى الشرك أو الرياء أو وقعوا في الفحش والبذاءة أو فرطوا في الصلاة وبين ردفعلهم إذا قصر الأبناء في دراستهم فخسروا عدة درجات أو رسبوا في أحد الإختبارات !
فى الموقف الأول ستجدهم يتعاملون مع الأبناء بالرفق واللين وبالجملة المائعة ( ربنا يهديهم ) وهى مقولة حق يراد بها باطل
وفي الموقف الثانى ستجد الآباء والأمهات في أعتى درجات الغضب ولا يتحملون التفريط فى الدرجات الدراسية بينما يتغافلون عن درجات الآخرة !
والسر فى تلك الظواهر ومثلها العشرات أن شريعة الناس قائمة على البطش وغريزة الجبروت نائمة فى القلوب حتى توقظها السلطة أو المال أو النفوذ , ولا يقهرها حقا إلا من يتبع شريعة الله ــ لا الناس ــ ويكفر بدين هؤلاء وشريعتهم ويولى وجهه شطر ربه الذى أقسم بتتبع كل متكبر جبار فى الأرض حتى لو كان جبروتا نفسيا فى داخل ضعيف القوى وينتظر لحظة القوة لينفجر .. والعملاق حقا هو من تمكن من أن يصرع نفسه قبل تصرعه[/justify]