عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2011, 10:34 AM
المشاركة 54
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان دعونا نكتشف سر الروعة لدى :

17 ـمرتفعات ويذرينخ، للمؤلفة إميلي برونتي.

مرتفعات ويذرينغ

Wuthring Heihgts

للكاتبة : أيملي برونتي

مرتفعات ويذيرنغ هي الرواية الوحيدة للكاتبة أيملي برونتي . نشرت أول مرة عام 1847 تحت اسم مستعار هو ايلليس بيل Ellis Bell . وقد أجرت أختها شارلوت برونتي - وهي كاتبة أيضا - تعديلات على الطبعة الثانية من الرواية بعد وفاة ايملي . أخذ اسم الرواية من عزبة في مروج يوركشير Yorkshire وهي بلدة تاريخية في شمال انجيلترا ( فكلمة ويذيرنغ في يوركشير تعني الجوالمتقلب ) . و تحكي هذه الرواية قصة الحب و الشغف الذي يصل حد الامتلاك بين بطلة القصة كاثرين cathrine و هيثكليف Heathcliff ، وكيف يصل بهما هذا الحب المحموم إلى تدميرهما و تدمير آخرين من حولهما .

تعد هذه الرواية من الأدب الإنجليزي ،وقد حظيت باهتمام النقاد منذ صدروها لما فيها من مواقف القسوة المرعبة ذهنيا وجسديا . و رغم أن رواية أختها شارلوت برونتي - جين آير كانت تعد أفضل ما كتبته الأخوات برونتي ، إلا أن مرتفعات ويذرينغ عدت بعد ذلك هي الأفضل . بالإضافة لذلك فإن هذها لرواية ألهمت العديد من الأعمال الفنية بعد ذلك ، بما فيها السينما و الإذاعة والأغاني ( من أشهرها أغنية بنفس الاسم للمغنية كايت بوش Kate Bush ) ، بالإضافة إلى الأوبرا و الباليه .

ملخص للرواية

تبدأالقصة بالسيد لوكوود الساكن جديد في ثراشكروس جرانج ، وهو بيت كبير في مروج يوركشير، والذي استأجره من السيد هيثكليف ، وهو مكان قريب من مرتفعات ويذرينغ . في أول يوميقضي السيد لوكوود ليلته في بيت هيثكليف ، ويشاهد حلما مريعا : شبح كاثرين ايرنشو ،يترجاه أن يسمح له بالدخول . يسأل السيد لووكود مدبرة المنزل السيدة نيللي دين ،وهنا تبدأ أحداث القصة عن الثلاثين سنة الماضية على لسان المربية التي عاشرت هذهالعائلة و رأت أجيالها المتعاقبة وعرفت طباعهم و كانت قريبة جدا منهم .

شخصيات الرواية

هيثكليف Heathcliff وهوبطل القصة . فتى يتيم يتباه السيد إيرنشاو بعد أن يجده ضالا بلا مأوى . يقع في حبكاثرين إيرنشو لحد الجنون . لكنه يتزوج من إيزابيلا لينتون لينتقم من أخيها الذيتزوج كاثرين .

كاثرين إيرنشو Cathrine Earnshaw بطلة القصة ، و أخت هيثكليفبالتبني . تقع في غرام هيثكليف . ذات شخصية فريدة في الأدب فهي أنانية و سريعةالغضب . تتزوج من ايدجار لينتون لنفوذه و ثروته ، لكن يبقى حب هيثكليف مسيطرا عليها .

أيدجار لينتون Edgar Linton هو صديق كاثرين في أيام الطفولة و يتزوجهافيما بعد . شخصية إيدجار هي شخصية السيد الهادئ والراقي ، يحب كاثرين بشدة و يعانيهو أيضا من حبه لها و من صدقاتها لهيثكليف .

إيزابيلا لينتون Isabella Linton أخت ايدجار الصغرى . تقع في غرام هيثكليف و تخدع بشخصيته خاصة بعدما يعودغنيا بعد سني غربة طويلة . يتزوجها هيثكليف فقط كي يحطمها هي وعائلتها . تستطيع فيالنهاية أن تهرب من المنزل و تعيش مع ابنها بعيدا عن الأخرين إلى ان تموت .

هيندلي ايرنشاو Hindely Earnshaw هو أخو كاثرين و أخو هيثكليف بالتبني . يكره هيثكليف و يغار من حيازته على اهتمام والده بدلا عنه ، ولا يتوقف عن القاءصنوف العذاب على هيثكليف وهو طفل . يتزوج من شخصية ثانوية في القصة هي فارنسيس وينجب ابنه الوحيد هارتون . يصبح سكيرا بعد وفاة زوجته و يخسر كثيرا من ثروته وحياته . لكن يأتي في النهاية هيثكليف ليسدد عنه ديونه ويسمح له بالبقاء في البيت امعانافي اذلاله .

أيلين ( او نيللي ) دين Ellen (Nelly) Dean هي مدبرة المنزل ورواية هذه القصة . تتنقل في فترة عملها بين ثراشكروس جراج و مرتفعات ويذرينغ . تلمبكل الأحداث الأليمه التي تمر بها عائلتي لينتون و ايرنشاو .

لينتونهيثكليف Linton Heathcliff هو ابن هيثكليف و إيزابيلا التي ولدته بعد هروبها منزوجها . يعود إلى عائلته بعد وفاة أمه . يعيش تحت رحمة هيثكليف الذي يدفعه للزواجمن كاثرين لينتون لكي ينال ثروتها .

كاثرين لينتون Catherine Linton هيابنة كاثرين ايرنشاو و إيدجار لينتون . تتوفى والدتها عند ولادتها . تعيش طفولةسعيدة نسبيا مع والدها دون أن تعرف أي شيء عن تاريخ أسرتها المظلم ، إلى أن تقرريوما أن تتجاوز الحدود التي فرضها عليها والدها و تتعرف بأسرة أيرنشاو . تظن أنهاتقع في حب لينتون هيثكليف ، لكنها سرعان ما تكتشف أنه كان يخادعها بأمر من والده . تتزوج منه مرغمة بعد حبسها و تهديدها . بعد وفاة زوجها تقع في حب هارتون إيرنشاو .

هاريتون إرينشاو Hareton Earnshaw ولد هيندلي و فرانسيس . يتبناه هيثكليف ويسيء معاملته جدا انقاما من المعاملة السيئة التي كان يلاقها هو من والده هيندلي . يحب في نهاية القصة كاثرين إيرنشاو .

جوزيف Joseph هو خادم عائلة إيرنشاو .

السيد لوكوود Lockwood هو المستأجر الجديد لثارشكروس جرانج .

فرانسيس إيرنشاو Frances Earnshaw زوجة هيندلي و أم هارتون ، تموت عندالولادة .

السيد كيننيث Mr.Kenneth طبيب العائلة .

لم تكتب إميلي سوى هذه الرواية الوحيدة، ومجموعة صغيرة من الأشعار، إلاأنها كانت الأكثر تميزاً بين أخواتها، وقد اعتبرت الرواية بادئ الأمر غير مسلية، ومتواضعة، ولم تذكر إميلي إلا كأخت شارلوت برونتي. أما اليوم فتعتبر إميلي من أعظم الكتاب في الأدب الإنكليزي، لامتلاك أشعارها لميزات غير اعتيادية، أما روايتها مرتفعات ويذرينغ فقد أصبحت تحفة فنية قائمة بذاتها لأنها لا تنتمي لأي نمط أو شكل معين للرواية، إنها فريدة كأحجار ستونهيج أو كالأهرامات. الكثير من القراء والنقاد اعتبروها رواية شريرة، ففيها يمتزج الخير والشرحتى يتداخلا وتزول الفواصل بينهما، فيها من العنف والعاطفة ما هز الناس في عصرها حتى الآن.‏


فما نعرفه عن إميلي يصور لنا فتاة خجولة، رقيقة وهادئة تعيش في بيت قسيس مع أخواتها الاثنتين كرفيقتين وحيدتين لها تقريباً. وأخ مدمن. في هاورث القرية التي تعتمد على مصانع الصوف لكسب الرزق. لكن إميلي وأخواتها عرفن الموت والفقر وسوء الأخلاق، لأن برانويل، أخا أميلي، كان صاحب السلوك السيء، إلى أبعد مايمكن أن يتخيله المرء، وقد مات بسبب الإدمان عندما كان في الثلاثين من العمر.‏
ومما يمكن أن نعرفه عن إميلي عن طريق شارلوت، أن إميلي على الرغم من صحتها المتدهورة دائماً إلا أن لها صلابة أخلاقية وجسدية ممكن أن يمتلكها عامل في المصنع لا ابنة قسيس رقيقة، فكما تقول شارلوت: «…. لم أكن أبداً نداً لها في أي شيء، إنها أقوى من رجل، أكثر بساطة من طفل، لها طبيعتها المميزة، والشيء المريع أنها كانت، (وبينما كان قلبها يمتلئ بالمحبة للآخرين)، تقسو على نفسها، فروحها كانت قاسية على جسدها».‏
وليس من الصعب رؤية أصول هذه القسوة، وعدم الرحمة في مرتفعات ويذرينغ كشخصية هيثكليف الشيطانية التي تتشارك مع وحشية المروج والمستنقعات، وصلته بشخصية لوفلاس الشيطانية الأخرى، وعلى الرغم من تشاركهما الحياة القروية والأخلاق السفسطائية نفسها إلا أن إميلي تصر على أن نقص هيثكليف الغجري يعود إلى الأصول، إلى نقص التوجيه والإصرار في الحياة الاجتماعية، وإلى حالته المشوهة على حافة الإنسانية.

فعندما جلب السيد ايرنشو الطفل أولاً إلى البيت، كان هذا الطفل نكرة، وليس شخصاً، كان أسوداً كأنه من الشيطان، وإحدى انعكاسات (نيلي دين) الأخيرة، «هل هو غول أو مصاص دماء؟». ولكن بإمكاننا أيضاً أن نفهم الرحمة النهائية والقبول النهائي، والتي أعطت الحدة للخاتمة في الرواية.‏

لقد اعتقد كثير من الناس أن الكاتب الحقيقي للرواية هو أخوها برانويل، وأن إميلي لم تكتب الرواية على الإطلاق. لكن هؤلاء الناس لم يعرفوا إميلي كما عرفتها شارلوت، فبرانويل اعتاد أن يتفاخر أنه كان جزئياً الكاتب، لكن هذه كانت حتماً ادعاءات شخص أضاع مواهبه واعتاد على الشراب. فإميلي، كما تقول شارلوت، كانت أقوى من رجل، والقوة الرجولية للكتاب لاشك تعود إليها.‏
رواية مرتفعات ويذرينغ رواية دينية بأي شكل من الأشكال، وبالإحساس العام، ليس هناك فرق بين الخطأ والصواب، فكاثرين متوحشة وغير لطيفة، ولا تحترم أي شيء أو أي شخص عدا دوافعها الشخصية وليس لدى هيثكليف أي وازع أخلاقي على أية حال. بالإضافة إلى وجود النور الساطع الذي لا يموت في علاقتهما، وفي النهاية هما مرتاحان، لدهشة الراوي، بأنه كيف بإمكان أي شخص أبداً تخيل نوم غير هادئ. للنائمين في تلك الأرض الهادئة. «المستنقعات الآن ليست جيدة أو شريرة، نوعيتها أعطيت لها من خلال أشعة الشمس والعاصفة على السواء، فخيال إميلي استثير بشكل كامل من خلال المستنقعات، وهي أيضاً فقدت الإدراك بالاختلافات الأخلاقية، وكتبت فقط ما تراه بدون محاولة للحكم».‏
بإمكاننا أن نسمي مرتفعات ويذرينغ إذا أردنا «الحلم» لوجود كثير من الأمور فيها والتي تنتمي إلى الحلم: كابوس السيد لوكوود، والذي يجري بين الحلم واليقظة، وكما في الحلم نحن لسنا متأكدين أبداً ما إذا كان شبح كاثرين يطل من تلك النافذة أم لا. هيثكليف نفسه أتى من اللا مكان، كما الأشكال البشرية التي تدخل أحلامنا، ولكنها حقيقية بشكل كاف في مخيلتنا، كما كانت حقيقية في مخيلة الكاتبة.‏
نحن نعرف الشخصيات في الرواية: ليس فقط هيثكليف، كاثرين، عائلة لينتون، ولكن الشخصيات الثانوية أيضاً ـ كيوسف العجوز الخفي والذي يمزج التدين والشر بشكل عميق ونيلي دين الصبورة والشجاعة كالمستنقعات نفسها. هناك هم: أناس نعرفهم، بعضهم يناضل مع القوى التي لم نفهمها بشكل كامل، ولكنه يضيف القوة إلى الرواية، لأن لا أحد منهم كامل في مرتفعات ويذرينغ، لا نفهمهم كما لا نفهم هاملت، أو نفهم الأعماق الإنسانية نفسها.‏
لقد أصبح من السهولة إدانة هؤلاء النقاد الذين رفضوا الرواية عند ظهورها لأول مرة واعتبروها رواية غير ناضجة، وبلا مغزى. وبدت من قبل الكثيرين كأنها عمل طفولي مبكر لشارلوت برونتي. وبقليل من التأمل يمكن أن نعرف سبب الاعتراضات على الرواية، فقد كان النقاد بشكل أساسي قرويين معتادين على الأعمال الرومانسية وقصص الفرسان من العصور الوسطى الذين يبحثون عن السيدات النبيلات لإنقاذهن من الأشرار. وفجأة تعرض الكتاب لسيدات متوحشات وعاطفيات بلا عذر، البطلة تموت مبكراً، وخطيبها المخلص شرير، وليس البطل. البطل ـ إذا استطعْنا تسميةَ ادغار لينتون البطل ـ ذي ضعف نساني، ولا يستطيع مجاراة حيوية كاثرين وهيثكليف.‏
الشخصيات الريفية لديها من القوة والمشاعر والعواطف أكثر بكثير مما لدى السادة. حتى الطقس يستحوذ على الأشخاص والقصة. وماهو أسوأ أن الفضيلة لا تكافئ، والشر لا يعاقب: الصالحون والأشرار متساوون تحت رحمة العواصف الإنسانية والطبيعية.‏
بالإضافة إلى مخطط الرواية الغريب. فالراوي في البداية لوكوود، ولكن الكثير من الرواية تقال من قبل نيلي دين، ولكوود ليس له دور في الرواية سوى رؤية كاثرين والعودة مع القارئ للوراء والأمام في الزمن بكيفية مربكة، فمن الصعب أن نتذكر عندما نكون في منتصف الرواية أن كاثرين ايرنشو قد ماتت منذ عشرين عاماً قبل أن تبدأ رواية لوكوود لها في الفصل الأول.‏
وبما أنه لا يوجد عمل عظيم لم ينتقد بشكل مشابه، مهمتنا كقراء ليس التحليل ببرادة ولكن باستحضار مخيلاتنا لكي يطبق الكتاب أوامره علينا.‏
نحن نفهم امتعاض هيندلي من هيثكليف كطفل، ورغبة هيثكليف اللاحقة بالانتصار عليه، نحن نتفهم حب كاثي المختلط بالازدراء، والذي ما يزال قوياً جداً بالنسبة لها.‏
يذهب تعاطفنا لكل الشخصيات، لأن لكل منها الصح والخطأ، نقاط الضعف والقوة، ولا نستطيع لوم أحد منهم، من خوفنا أننا لسنا أفضل منهم. ونحن نشاطرهم مأساتهم ونعلم أن الموت يمكن أن يكون حلاً لطيفاً لمأساتهم، ولكننا في النهاية نرتاح، لعلمنا أنه على الرغم من عدم اللطافة والسوداوية، فالحياة تمضي، وربما يحقق الجيل الشاب نوعاً من السعادة من معاناة الأهل، الموتى سيرقدون براحة، ولن يترددوا على المكان مرة أخرى، وهذه ربما، الصورة الحقيقية، للحياة كما نطلبها من أي كتاب.

ملاحظة:
مرة اخرى نلاحظ ان اكثر الكتب تأثيرا له حتما علاقة بموضوعة الموت ومشاعر الناس وهي تلك التي تقدم صوره تكاد تكون واقعيه لما يشعر به الناس فتفاعل معها المتلقين ونجد دائما بأن اكثر الاعمال العبقرية ترفض ابتدئا لكن وفي زمن لاحق يتم ادراك وزنها الحقيقي ذلك ان الناس لاي يدركون الاعمال العبقرية الا بعد مرور زمن طويل.
وربما تكون وللاسف هذه اكبر خطأ ظل الناشرون يرتكوبه فهم دائما يسعون لنشر اعمال يتوقعون قبولها من الجمهور ويحكمون بالاعدام على الكثير من الاعمال العبقرية ويعزفون عن نشرها لسوء تقديرهم لمعنى العبقرية.