الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2019, 01:17 AM
المشاركة 462
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قلم رصاص:
بقلم محمد سالم


كثيرا ما تعودت مع أوراقي وأقلامي أن أكتب ما يجول بخاطري من إحساس وشعور وآمال وآلام من ابتسامات ودموع من تعمقات وهوامش حياتية.
تعود قلمي أني حين أمسكه يستعد لذرف الدموع بدلا من المداد وتعودت أوراقي أن تجفف دمع قلمي لكن حين نزف قلبي لم يجد من يجفف دموعه.
تعود قلمي حين أمسكه أنه هو الذي يشعر بالتعب لا أنا وتعودت أوراقي أن تبسط لي السطور وتجذب نظري حتى لا ألتف إلى غيرها .
وها أنا اليوم أكتب بقلم جديد على ورقة جديدة أكتب فيها رسائل إلى كل من عرفتهم
أكتب اليوم إلى كل إنسان مررت بخاطره ومر بخاطري
أكتب اليوم إلى كل إنسان عاشرته من العمر الكثير فبذلت له الشوق فأهداني بالانقطاع
أكتب اليوم إلى كل من وقف مزهوما بانكساري وفرحا باندثاري ومتشوقا ليوم انتحاري
أكتب إلى كل من ملأت قلبي له حبا فملأ قلبه لي كراهية.
أكتب إلى كل من تلذذ بإلقاء سهام النظرات ظنا منه أنه يقتلني بها.
اقول لكل هؤلاء أن الحياة كلها مهما طالت أو قصرت ومهما تجملت وتزينت فهي في عيون العاقلين زائلة وفي قلوب العارفين بها دار هاوية.
أكتب لهم أن كراهية القلوب داء يصيب صاحبه قبل أن يصيب من يحمله إليه وأن حقد القلوب نار تأكل كل قلب سكنت به.
أكتب لهم أني ما حملت لكم غير ود وشوق واخلاص وحب فزعمتم أن حبي كراهية وإخلاصي رياء وسمعة وفرحي برؤيتكم قناع ارتديه.
ظننتم أني بحر من الخداع من نزل به غرق وما كلفتم أنفسكم مرة حتى أن تمروا بجوار شاطئه.
حسبتم أن معرفتي بالحياة مكر ودهاء لكنكم ما عرفتم أن الحيل رغم كونها مساندا للشر فهي ايضا عونا في الخير.
قصرت عقولكم على مظاهر الكلمات ونسيتم أن العاقل من تعمق في الكلمات لا يأخذ بظاهرها.
تعجبت كثيرا حين رأيتكم ترموني بنظرات التهكم وما كلفتم أنفسكم ان ترموا بنظرة تسأل من أنا ؟
أشفقت عليكم حين رأيت أذهانكم مشغولة بي وتعجبت وقلت : عجبا لهم حتى الإنسان الذي كرهوه ما استطاعوا أن يخرجوه من عقولهم وقلوبهم وكأن الله سلط عليهم أنفسهم وابتلاهم بسلب راحة البال .
حزنت كثيرا حين وجدت القلوب التي هي مصدر الرقة والحنان تحمل هذا الكم من القسوة والطغيان.
حزنت لعقول ذكية راقية أبت إلا أن تدنس نفسها بسيئ الأفكار وقبيح التخطيط.
حزنت يوم وجدت بني البشر يصنع الواحد منهم مع أخيه ما تستحي الوحوش الضارية أن تفعله مع بعضها في عالم الغابات .
تعجبت حين رأيت الدابة ترفع قدمها خشية ان تصيب دابة مثلها بحافرها وما ترفع هؤلاء بألسنتهم ونبذ قبيح الكلام.
تعجبت حين رأيت وحوش الغاب تذرف عيونها لفراق زوج أو ابن وما رقت تلك القلوب لحالي حين طلبت ودهم فكان السبيل إلى ذلك جني الشوك.
نظرت لطير السماء يحلق بجناحيه فينظر إلينا بني البشر فغضضت بصري عنه خجلا وانكسرت عيني امامه حين علمت أنه يمر ويرى أفعالنا ببعضنا وهو الذي ما منحه الله العقل لكن منحه القلب.
أكتب لهم سؤال : إلى متى ؟
إلى متى ستظل قلوبكم خاوية كالبيت الخرب ؟
إلى متى ستظل عقولكم فارغة كإناء الماء الذي فقد قيمته بخلو الماء منه ؟
إلى متى ستعذبون عيونكم بتلك النظرات التي لا معنى لها وأنا أعلم ان عيونكم تأبى ودليل إبائها أنها يوم القيامة تشهد عليكم فلو كانت راضية ما كانت ضدكم .
إلى متى ستتركون مشاعركم تجففها الأحقاد؟
أعترف لكم أن قلوبكم مليئة بالحب والشوق والعطف
قلوبكم بها شوق لدموعي وحب لكراهيتي وعطف على كل من رأيتموه يؤذيني.
حقيقة إنني لو ظللت أكتب لكم ما فرغت وما انتهيت لكن أكتفي بكلمة أخيرة إليكم :
لو تركتم أعماركم تمر بدون حساب وبحثا عن الحقد والكراهية وراء كل باب . صدقوني ستسطرون حياتكم بمداد لا ينفد وستملأون صحائفكم بكلمات كثيرة ستظنون أن تلك الكلمات باقية نافعة لكن : إنكم نسيتم شيئا مهما ألا وهو: أن كل ما كتبتموه وحرصتم على تدوينه إنما هو
بقلم رصاص .


منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9886

وحيدة كالقمر