الموضوع: الضمير
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2023, 06:29 PM
المشاركة 12
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الضمير
كانت رائحة الموت تتدلى من النوافذ و عبير الأزهار يعانق سكون آخرالليل ، عندما قامت قذيفة صفراء بزيارة خاطفة لمنزل يشع منه السلام ، ارتاحت الزائرة لحظة داخل المنزل ثم عطست عطسة عنيفة جفلت المبنى ، فسجد بعد أذان الفجر ، و ما أن ترجل بصيص الصباح من قطار الشمس ، حتى استيقظت الطفلة : سما " مذعورة تصرخ تحت أحشاء المنزل الراحل : أمي .. أبي .. أين أنا ؟ !!
لم يسمع والدها " أحمد " - الذي اعتاد أن يسقي الناس عصير محبته - صراخها ، لأنه أصبح صفيحة لحمية تحت سور الحديقة ، و تسربت روحه من صدع فيه ، أما " نهى " والدتها التي كان من المتوقع أن تضع وليدها في نفس الليلة ، فقد خط دمها بجانب الشجرة مختصرة كلمة " مبروك " لأنها ولدت طفلا قبل موسمه ، و لم يكن هناك من يبارك لها و خاصة أنها لم تكن بحاجة إلى عملية قيصرية ، فقد استطاع أحد أعمدة المنزل أن يخر ساجدا فوق صدرها مما جعل أحشاءها تبرز من فمها و المولود يخرج عنوة من محجرها يضحك ، للمرة الأولى خرج المولود يضحك راقدا على حجارة هذا العراء المبكي ، لكنه فضل أن يصبح طيرا من طيور الجنة ، فرحل مع والديه في هذا الصباح العامر بالأحزان ، و فجأة لبست السماء ثوب الحداد و راحت تبكي متألمة إلى أن حفرت دموعها الغاضبة مخرجا لـ" سما " فخرجت منه حافية بعد أن ماتت الطمأنينة في باطنها ، تركض في جميع الاتجاهات ، تبصق غيضا ، و تنثر كالبركان الهائج عويلها و هلعها توقظ ما كان يدعى الضمير .
الأديبة الكريمة ياسمين الحمود المحترمة ..
قصتك عبارة عن بركان مؤلم ..
نصك يدل على تمكنك العالي من القبض على مكنونات اللغة ، واستخدامها كما يجب ، وحسبما تريدين أن يكون تأثيرها على القارىء.
فمن الناحية الأدبية ، هو نص غني لا ينقصه شيء ، فالفكرة جديدة بزاويتها ، والسرد متجانس يدفع القارىء للاستمرار في القراءة بشغف ، واستخدام المفردات على بساطتها هو استخدام موفق ، والقفلة معقولة جداً.
أرى فقط أن العنوان ليس بمستوى السرد ، والقصة تحتاج إلى عنوان أقوى.
أرجو لك كل خير ..
بورك المداد ..
تحياتي لك.