عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
2591
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
798

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
06-08-2019, 10:32 AM
المشاركة 1
06-08-2019, 10:32 AM
المشاركة 1
افتراضي حضــــــارات ســــــادت ثم بادت
من الموسوعة العلمية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حضــــــارات ســــــادت ثم بادت

هرم خوفو


أو الهرم الأكبر من أهرامات الجيزة فى مصر

نعود هنا خمسين قرنا إلى الوراء ، إلى عهد الملك خوفو ، بانى الهرم الأكبر . وقد امتد حكمه من سنة 2656 إلى سنة 2623 قبل الميلاد . ولا ريب أن هرم خوفو فى الجيزة هو أضخم قبر بناه إنسان لنفسه على الإطلاق .وهو أكبر أهرامات الفراعنة وأبقاها .وبالتالى أبعثها على الدهشة والعجب ، وأجدرها بأن يتبوأ مكانه بين عجائب الدنيا السبع المشهورة .فيه من الكتل الحجرية ما يبلغ عددها 2300000 كتلة ، زنة كلٍ منها 2500 كيلوجرام .
ولعل الجهود الجبارة التى اقتضاهانقل كتل هائلة كهذه من جبل المقطم إلى الجيزة عبر نهر النيل ، لا تقل عن الجهود الدائبة التى بُذلت فى بناء الهرم نفسه .يُستدل على ذلك مما كتبه المؤرخ الإغريقى الشهير ، هيرودوت ، فى هذا الصدد ، إذ قال : " وعيّن خوفو فئةً من العمال لقطع تلك الكتل من محاجرها فى جبال العرب ونقلها إلى النيل ، وكلف فئة أخرى منهم باستقبالها على الضفة الأخرى من النهر لدى وصول السفن المحملة بها.وبلغ عدد العاملين فى هذه الأعمال وتلك مائة ألف عامل فى كل نوبة ، وعملت كل نوبة ثلاثة شهور . وكدح الجميع طيلة عشر سنوات فى إنشاء الطريق الذى كانت تُنقل عليه تلك الكتل .وتلك أيضا جهود لا تقل مشقةً عن الجهود التى بُذلت فى تشييد الهرم نفسه .واستغرق بناء هرم خوفو عشرين عاما .
وعلى كل ما فى الأهرامات من دليل على ما بلغه الفراعنة من مستوىً رفيع ، فإن الباعث من إقامتها لم يكن معماريا بل كان دينيا . فقد ساد الاعتقاد بخلود الإنسان بعد الموت .وبخلوده لا بالروح فحسب ، وإنما بكامل ذاته الإنسانية وبكل ما تنطوى عليه من وعى وأحاسيس وإرادة . وساد الاعتقاد كذلك بأن حياة الإنسان الآخرة تحاكى حياته الأولى الفانية ولا تختلف عنها إلا بكونهاأسمى منها وأرفع .وما دام الأمر كذلك كان لا بد للروح من مأوىً تسكن إليه وتخلد فيه .وكان لا بد من أن يكون هذا المأوى صرحا ضخما أو هرما هائلا ، يليق بمكانة الميت ، فيكفل لروحه مزيدا من خلودٍ وبقاء .ويضمن لجثمانه مزيدا من مقاومة لأسباب الفناء .