أين
أين ياقلب ليالينا الندية ؟
أين ساعاتي وأوقاتي وأيامي الفتية ؟
أين عودي أين أوتاري وأنغامي الشجية ؟
أين أحلامي الشقية ؟
أين أصحابي ومن كانوا معي ؟
وزمان كنت فيه عاشقا أهوى صبية ؟
بين أشعاري ونثري
بين أقلامي وحبري
بين نكراني وشكري
وانفعالاتي وصبري
وابتهالاتي وذكري
وليال حطمت أسوار فجري
وهموم تطرق الأبواب عبري
ذاب عمري
وتلاشت في زقاق الحرف ....
أسراري وفكري
وخطى تسعى حثيثا
مثل أنفاسي بصدري
وسنين اليأس تجري
وأنا الإنسان أجري
لست أدري
لست أدري
هل ترى يقبل عذري ؟
أم ترى يهتك ستري ؟
حينها يانفس لن يغنيك نثري
حينها والله لن يكفيك شعري
آه ياقلبي الحزين
كيف واريت السنين ؟
هل هي الأوهام قادتك
أم الحزن الدفين ؟
هل توارثت الحنين ؟؟؟
ويكأن الحرف يامسكين خانك ؟
ويكأن الشعر بالظلم أدانك ؟
كل شيء كان يمضي وضباب اليأس أبقاك مكانك
لا تلم حرفا ضعيفا ما أعانك
لا تلم حتى زمانك
لا تلم غير الأساطير التي أغوتك
عن درب به الرحمن صانك
لا تلم إلا زقاقا فيه أخطأت امتحانك
وانع دنياك التي أغوت فؤادك
كم تهواها فهل لبت مرادك ؟
كنت تهديها ودادك
فاعلن اليوم على الدنيا حدادك
كفي يادنياي كفي
واظهري ماكنت تخفي
لست يادنيا بصفي
أنت أوزاري وخوفي
طعنت الغدر بكفي
ها أنا أصبحت كاللاشيء أجري
بين أثواب وعطري
وابتساماتي وقهري
بين كتماني وجهري
بين حاناتي وسكري
خائفا من طيف وزري
تائها حملت فقري
علني يوما سأهديه لغيري
عد بعذري
عد بأمري
أو فعد من دون أمري
عد فما عندي سوى الذكرى التي تجثو بصدري
أستقي إيحائها ليلي وفجري
عد فذكراك بها تخليد ذكري
وهي محرابي الذي يحفظ سري
وهي إرهاصات صبري
وهي عذري
وهي إعلان بقائي
أن بقى يوم بعمري
ابو العربي (الباهوت) 3 – 3 - 2004