عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2012, 08:05 PM
المشاركة 2
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
وفي الناحية الاخرى من الطريق كانت مدرسة الصوفية التي
يرتادها جميل صدقي الزهاوي بعد ان يكون خادمه قد ربط حمارته الحساوية
البيضاء المسرجة والملجمة جوار المعهد العلمي ويبقى في الجامع مدة ساعتين
ثم ينصرف الى حمارته يركبها بمساعدة خادمه ورجلاه تتدليان وبقدميه الكالة
الايرانية الحريرية البيضاء وبعدها شارع الاكمكخانة ( المتنبي ) والاكمك
باللغة التركية تعني الخبز وفي اخر هذا الشارع ومقابل قهوة الشابندر كان
الفرن الكبير لصنع صمون العسكر في زمن العثمانيين لذلك سمي جادة
الاكمكخانة وعلى راس هذا الشارع مخزن ومحل اسطوانات حوريش وابن عمهم مغني
المقام العراقي يوسف حوريش وعلى الركن الاخر من الشارع خرائب مسقفة
بالكواني ( الاكياس ) وفيها كان بيت زماوي بائعة الكبة وام جهاد بائعة
خبز باب الاغا المشهور والذي يضرب به المثل وقد عميت ام جهاد اخيرا وتسلم
جهاد الامر من بعدها ولكن خبز جهاد لم يكن مثل خبز امه فقد تغير الحال ثم
عمي جهاد .. كما عميت امه من قبل ثم ياتي بعدها حمام كجو وبقالو باب
الاغا وعبدو السوري الدمشقي اول من جاء بغداد لعمل الدوندرمة السورية ثم
رئيس البقالين في باب الاغا ( جبارة ابو قنبورة ) وذلك قبل ان يتولى
اولاد الحجي احمد كنو عبود وسلمان ورزوقي وعمهم مهدي كنو ابو صالح ومجيد
زعامة سوق باب الاغا وقد هدمت هذه الدكاكين واقيم محله! ا البنك اللبناني
المتحد وعلى زاوية الشارع ارض خراب اشتراها عبد الله مبارك الصباح زوج
الشاعرة سعاد الصباح كما اشترى البيت عبد الهادي ابو الطابوق في طريق
الاعظمية والذي صار دار سكن المرحوم عبد الحميد عريم والى جهة اليسار من
شارع الرشيد وابتداءاً من بيت اسماعيل حجي خالد توجد سينما العراق وهو
مهمل لايدخله الا رواد محلة الميدان ثم دربونة المبغى العام او الكلجية
او الكرخانة او العمومخانة وكلها اسماء لهذا المحل وكانت الحكومة قد
اغلقت مدخله في الشارع العام وفتحته من الخلف والى اواسط العشرينيات كان
الا علان المكتوب على الجدار الخارجي باللغة العربية والا نكليزية
والهندية لم يزل ظاهرا والطريف ان الاعلان العربية جاء فيه ( ممنوع
الخشوش من هنانا) ثم تاتي قهوة عارف اغا ثم جامع الحيدر خانة ثم دربونة
الخشالات ثم سوق باب الاغا ابو الخضراوات ثم بائع الهريسة والسويكة ثم
مدخل العاقولية ثم امام طه الذي نقل ارشد العمري امين العاصمة رفاته ليلا
الى سلمان باك ثم ساحة الرصافي التي حلت محله ثم قهوة فتاح وبعدها مباشرة
دربونة الدشتي التي يسكن فيها ال كنو البقالون منهم وغير البقالين
ودربونة الدشت هي الدربونة الوحيدة في هذه المنطقة التي ينظم فيها موكب
عزاء عاشوراء برئاسة عبود كنو وادارة علوان مدرع الشاعر الشعبي
وكان مركز تجوالها نفس الدربونة مع الذهاب الى مدخل سوق الصفافير ثم ترجع
الى محلة الامام طه ثم في الازقة التي تسمى الان (عقد الجام ) ثم تعود
الى الدشتي وتتفرق ثم ياتي حمام (بنجة علي) ويكاد يختص باهالي وعمال سوق
الصفافير والشورجة وسوق البزازين! ثم خان فتح الله عبود ثم مدخل سوق
الشورجة ثم جامع مرجان الذي كان جداره متصلا بالشارع مباشرة وقامت
الحكومة بهدمه بحجة انه مائل للانهدام وكان مائلا فعلا وقيل ان البلدية
سربت الماء الى الاساسيات فجعلته تميل ثم هدم وارجع الجدار الجديد عدة
امتار الى الوراء فاصبح الشارع اكثر عرضا وجعلت له رصيفا واسعا اتجاه
البنك المركزي العراقي ولقد كانت المناوشات مستمرة بين الكومة وامانة
العاصمة حول جامع مرجان الذي يدخل كالقوس في الشارع وحاولت تهديمه عدة
مرات لولا وقوف مديرية الاثار العامة والعلماء والمثقفين في بغداد ضد
الفكرة ومن الطريف ان احد امناء العاصمة عقد مؤتمرا صحفيا في قاعة
الامانة وقال ( اني استغرب هذا الاهتمام الشديد بجامع عتيق خرب وانا
مستعد ان ابني مكانه بعد تهديمه جامعا اكبر وافخر فلم هذا الالحاح
والتمسك به؟) وهكذا فقد طلعت الجرائد في اليوم الثاني تشيد بذكاء هذا
الامين وثقافته وتمسكه بالمحافظة عل التراث اكثر من تمسك (المس بل) التي
رفضت تهديم جامع مرجان لانه اثر ثقافي تاريخي ومع هذا فقد انعمت عليه
الحكومة بان نقلته الى وظيفة مهمة كبيرة اخرى في الدولة .
وبعد جامع مرجان تاتي بنايات ودكاكين حتى راس القرية حيث المكتب التجاري
الكبير لشركة عبد علي الهندي المستورد وصاحب معامل الثلج
والصودا والنامليت