عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
3034
 
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هيثم المري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,700

+التقييم
0.98

تاريخ التسجيل
Jul 2019

الاقامة
في مكان ما على الأرض

رقم العضوية
15882
01-25-2020, 12:34 AM
المشاركة 1
01-25-2020, 12:34 AM
المشاركة 1
افتراضي هل تم تشويه تاريخنا ؟
هل تم تشويه تاريخنا ؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التاريخ المشوّه
"التاريخ بأسره خطأ، والأكاديميون راضون على الحفاظ على هذا الوهم".

المؤرخ والكاتب (جوناثان غراي).
التاريخ هو تراث الأمة وكنزها، وهو مقياس عظمتها في بابي الحضارة والثقافة، وهو ديوانها الذي تحتفظ فيه بذاكرتها، وهو مغترف العبر والعظات لأحداثها، وهو بيانٌ لسيرة عظمائها، وهو ماضيها الذي تستند إليه لحاضر أفضل ومستقبل أجلّ، وهو دراسة أحوال الماضين من الأمم والشعوب الأخرى، وهو وعاء الخبرة البشرية.

يُعرف التاريخ بأنه يدرّس السجل الزمني للأحداث التي أثّرت على أمةٍ أو شعب على أساس الفحص النقدي لمصادر المعلومات، ويقدم تفسيراً لأسباب وقوع هذه الأحداث. فتاريخ كل أمةٍ خطٌ متصل. قد يصعد هذا الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني، ولكنه لا ينقطع. وإن النظرة الجزئية لأحداث التاريخ تنتج مواقف إزاء تلك الأحداث، لا تتفق مع الواقع تمامًا، وتكون ظالمة لأشخاص ووقائع.

تزوير التاريخ هو عنوان لأكبر ما تعرض له المسلمون في التاريخ، وهو جريمة قديمة حديثة مورست ضد المسلمين منذ القرن الثاني الهجري. ومن مخاطر تزوير التاريخ: ضرب الرموز الإسلامية؛ فلن تجد رمزاً إسلامياً إلا وفيه تشويه مباشر. وعلى سبيل المثال، التشويه في تاريخ الدولة العثمانية بالنسبة لجهودها في نشر الإسلام. ورغم كل هذا التشويه، ظل العرب والمسلمون قروناً طوال يشعّون على العالم علماً وفناً وأدباً وحضارة، هذا ما لا يستطيع المزورون تزويره.

تقول الدكتورة (إلهام أحمد)، المتخصصة في تاريخ مقارنة الأديان:" المنتصر يكتب التاريخ، وفى الغالب يكون تاريخاً مزوراً وبالأخص عندما يكون التاريخ عربياً". لكن لماذا؟ الهدف من هذا التشويه، هو استبدال التاريخ العربي الإسلامي بتاريخ مستورد بعيد عن أي أصالة تاريخية.

لم يتعرض تاريخنا الإنساني للتشويه والتزوير فحسب، بل إن تاريخ العلوم وما يتعلق بكيفية تطور الحياة على الأرض، قد تعرض بعضه للتزوير والإخفاء المتعمد.
لندرك أن التاريخ العربي والإسلامي ليس الوحيد المشوه، فعندما فُرضت المسيحية على أوروبا، خضع التاريخ لإعادة كتابة. ومنذ ذلك الوقت حاول الناس الحفاظ على هذا التاريخ (الكاذب) الذي فرض علينا، وتجاهل أية أدلة تشي بعكس ذلك.

بدأ عصر النهضة بإعادة اكتشاف النصوص القديمة، الإغريقية وغيرها. وتعد (كتابات تحوت_هيرمس) واحدة من أكثر الكتابات تأثيراً بما تحتويه من الدين والفلسفة والعلم، فقد تأثر بها عدد من العلماء مثل (نيوتن)، و(ليوناردو دافينشي) وغيرهم.

خلال الفترة ما بين انتهاء الحرب العالمية الأولى واندلاع الحرب العالمية الثانية، أدركت بعض الدول أن التاريخ يجب أن يُكتب تحت إشراف (عصبة الأمم) و(معهد التعاون الفكري). لذا، بعد انتهاء الحرب جرى العمل تحت رعاية) هيئة الأمم المتحدة (و)منظمة اليونسكو(، إلا أن ما كُتب لم يتمتع بالقدر المطلوب من المصداقية، وإنما كُتب بغرض تمجيد أعمال الدول المنتصرة وتبرير أخطائها.

وإلى الآن، لا أحد يعرف ما هي الحقيقة المخبأة وراء كل هذا التزوير الذي بدأ مع بداية التاريخ، ولن ينتهي بكتابتنا عنه هذه اللحظة. فكل ما درسناه في المدارس عن التاريخ، يدعم فقط النظام الحاكم ويمجد الرئيس وحزبه ويجعل من بيعه للوطن موضعاً للفخر.
لنتطلع على التاريخ الحقيقي، يجب قراءة الكتب السياسية الممنوعة علينا. لأن كل دولة في التاريخ تستولي على السلطة تلغي إيجابيات ما قبلها وتحرق كتبها وتشوه كل منجزاتها، ثم تكتب تاريخاً جديداً لها على أنقاض تاريخ الدولة المنقرضة. بحيث يتم كتابة التاريخ الجديد بما يتناسب مع طموحات الدولة الجديدة وفكرها وسيطرتها ووضع كتب جديدة لها.

يبدأ التزييف برأيي بالتناقض الذي كلما تعمقنا في التاريخ فهمنا ملابساته أكثر. إن هذا التناقض المستمر يؤدي لوجود تاريخ مزيف، الذي بدوره يخلق فكراً مزيفاً لأن الفكر يستقي من هذا التاريخ حقائق مزيفة، مما يجعل من العقل صاحب الفكر عقلاً يملؤه الزيف، حتى أصبح ذلك العقل لا يفكر بمنهجية سليمة، فيكون في صراع مع العقول الأخرى التي تجاوزت عقدة التاريخ المزيف. والحل برأيي أننا لكي نعيد صياغة التاريخ ونعيد صياغة الحقائق التي يستقي منها العقل فكره، علينا أن نعيد صياغة الفكر نفسه.

التاريخ الجديد الذي يصنعه الفكر الحر، ليس سوى قاعدة لانطلاق العقل نحو المستقبل؛ لأنه لن يكون فيه زيف ولا خرافة، وسوف ينطلق العقل بلا أعباء، وكلما عاد العقل ليأخذ من حقائق التاريخ الجديد، فلن يجد شيئا من ماضٍ متناقض مع العقل.

نحن الآن في هذه الفقاعة المليئة بالتزييف... فلننر عقولنا ولنخرج قليلاً خارج هذا القعر المظلم، فليس هنالك طريقة لردع الظلم إلا بإيقاف هذه السلسلة من الأكاذيب، فنحن قومٌ أكرمنا الله بالعقل. إذاً، فلنستعمله.