ألم نكن سوياَ في قطار الأمس نجتاز معاَ مسافات المحن
نعبر بحـار الشد والمـد بإخـلاص ونتقـي مصائب الزمن
لقد ترعرعنـا سوياَ بحواس تكمل البعض كالعين والأذن
كنـا مثـل نفـس واحدة نتقاسم المشوار في السر والعلن
كيف صرت ذلك البعيد وتركتني غريباَ بين أبناء الوطن
لقـد أصبحت ذلك الفقير وأنت ذلك الغني صاحب الوزن
تشير إليك البنان وأنـا وهن قليل الوزن مثل ذرة العهـن
أين أيام الإخاء في السراء والضراء حيث القلوب كاللبن
نتواجد كبـدن واحـد ونلتقي عند جولات البكاء والشجن
نتفانى في العطــاء ونتحـدى لحظــات الشدائــد والفتـن
ونلتقي مثل عيـن واحدة تدمع لجرح قد يكون في بـدن
تبدل الحال أم تبـدل الوداد في قلــب يشتكي من الــدرن
رأيتني أتخذ الخيمـة سكناَ وأنـت ترفل في نعيـم السكن
كما رأيتني أشاطر الهجير مشياً فما لان قلبـك بالحـزن
يتباعد البيـن يومـاَ بعـد يوم كـالبعد بين الشام واليمن
لا ينكـر العهد قلـب صـــادق مهما تجــد مشاكل الزمن