عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2011, 12:49 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الواقع المرعب في رواية شرف
رواية : صنع الله ابراهيم
قراءة : محمدالأحمد
رواية (شرف ) إحدى العلامات الروائية الجريئة التي أضافها الروائي المصري (صنع الله ابراهيم)، الى المكتبة الروائية العربية. اتسمت بموضوعية جلية اعطت هويتها لاجل ان يبقى الكاتب الملتزم مزاحما احقية الرواية على الراوي ذاته... بكل تاريخه الشخصي، وسلوكه. فتكون الكتابة هي الحقيقة التاريخية الوحيدة التي لا تقبل التزوير، من بعد ان (انتزعت القلة المستغلة منا الروح، الواقع مرعب، وفي ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب ان يغمض عينيه او يصمت، لا يستطيع ان يتخلى عن مسؤوليته لن اطالبكم باصدار بيان يستنكر ويشجب فلم يعد هذا يجدي لن اطالبكم بشيء فانتم ادرى مني بما يجب عمله، كل ما استطيع هو ان اشكر مرة اخرى اساتذتي الاجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة واعلن اعتذاري عن عدم قبولها لانها صادرة عن حكومة لا تملك فينظري مصداقية منحها وشكراً ).
الكتابة هي الثبات في المواقف لان مبدعها العبقريارتضى ان يكون فاضحا لكل خلل بشري كالانتهاك والاستغلال، والظلم... يخطها الاديب الواعي لذاته في حركة التاريخ، وعمق نظرته المحايدة، ليكون الدرس المتكامل الذي يجعل البشرية تتخطى اخطائها، وكوارثها الاستنزافية للأقتصاد والعقل.

لمع اسم (صنع الله ابراهيم) بعطاء تواصل بالواقعية الموضوعية. فروايات مثل رواية (تلكالرائحة)، رواية (اللجنة)، رواية (نجمة اغسطس)، رواية (بيروت.. بيروت)، رواية (وردة)، ورواية (ذات).. كل منهما جعلها تعطي القاريء كشفاً دقيقاً لما حوله من انتهكات بالغة من الصعب عبورها، وهو يسلط عليها الضوء كاحد عباقرة الفن الروائيا لعالمي.. بكل عصوره، ومدارسه.. بقيت الرواية الحقيقية عصية الكتابة لن تحقق ذاتها الا باضافة جديدة جادة... كالذي نقرأهُ في (شرف) حيث لبنة اخرى في الجراة، وموضوعا جديداً فاضحا لكل العيوب المخفية تحت اسم القانون، وطائلته.. خاصة مشرعيه وسدنته. فالواقع اكثر بشاعة من الخيال، وما جرى ابلغ حدة، واشمل اتساعاً (لقد انحدرت الواقعية في مستوياتها الدنيا الى صحافة، الى اطروحات، الى وصف علمي- وباختصار الىلا فن. اما في المستويات العليا فقد تجاوزت على ايدي اعظم كتابها امثال بلزاك،وديكنز، ودستوفسكي، وتولستوي، وهنري جيمس، وابسن، وحتى زولا، حدود نظرياتها، وخلقت عوالم من صنع الخيال، ونظرية الواقعية هي في نهاية المطاف استطيقيا سيئة لان كل الفنون خلق، وهي عالم بذاتها قوامه الايهام والاشكال الرمزية- رينه ويليك )، فبقيت الواقعية التي انتهجها المبدع الراوي عبر سلسلة حقائق، اعطه الشروع نحو جديد لم يكن نهج احد غيره.


المصدر: الانترنت