عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
9246
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
01-28-2011, 12:38 AM
المشاركة 1
01-28-2011, 12:38 AM
المشاركة 1
افتراضي ** قلبكِ لحاف من الشمس ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** قلبكِ لحاف من الشمس ..
لا أنام .. وما باغتني طيفها .. طيف التي كنت أمسك بكفها وأنا أحبو .. حتى لا ترديني خطواتي الوليدة ..
تلك الباهرة .. طالما كنت أستند على كتفها إذا راودتني الآلام تحت سقيفة الليل .. أو همهمة مارقة للأحلام ..
طيف بهي الطلعة .. بوجه مشرق , موشوم على وجنتيه خطوط دقيقة .. متراخية إلى أسفل الثغر الباسم ..
من السور المجانب للباحة , يأتيني حراكها عبر أوراق الشجر ..
تلملم كسور الأغصان , وتدندن .. بأغنية قديمة .. استلقت على صوتها بحنو ..
فقط خيالها ما يسكن أهدابي للتو ..يستلقي ممدآ تجاه الجدار , دون تموجات أو تكسير ..
دون حتى تراتيل مجعدة للظلام .. فيبدو وجودها حقيقة يلفها الضباب في حدقي ..
كانت تناديني من خلف أسوار الزمن .. تدعوني إلى شطيرة من الجبن وكوب من العصير ..
قالت لي منذ عهد ليس ببعيد وبصوت يرعشه القلق :
- ماذا ؟ .. قهوة بدون إفطار .. ستقتلين نفسك...بالتأكيد !!!
كنت أبتسم لها وأنا أراجع بعض الأوراق في يدي .. ولا آخذ خوفها على محمل الجد ..
كنت أشاكسها وهي غافلة بالطهي .. أسير إليها على رؤوس أصابعي وأدغدغها .. حتى تلتفت إلي بمحيا يلونه لوم ضاحك ..
وحين تنتبه إلى مشاكساتي .. تحذرني بنظرة عتاب من عينيها , فلا آبه حتى أسمع ضحكاتها تعلو على قامة الصمت ..
آه يا أمي .. كم غيبكِ السفر عني .. ولستُ غير جدث بأمس الحاجة لأن يضع جمجمة مثقلة بالدوار عل البكاء يبعثه حراكا ..
كم أتوق إلى أنظاركِ التي كانت تحتضنني إذا ما انهمر السقم على قامتي وعثرني في حفرات للهزال ..
أحن إلى هلعكِ علي .. إلى ابتهالك المبلل بالدموع بين ثنايا الليل وعلى أرصفة الظلام ..
فإن قلبكِ كان - وما برح - قطعة من الجنة التي طالما شقتها أنهار من السلسبيل ..
وأصابعكِ .. خيوط دفء كانت تحضر لي الربيع وأكاليل شمس غاربة بالضوء ..
حزم من النور .. وشموع الآمان .. تنام على ذراعيكِ فأغفو بينها ..
وجسدي منذ أن أعتقتكِ من خابيتي .. لا يزال يهوي بين طيات الذبول .. وشقوق الوهن ..
لن أنسى .. صوتي وهو يناديك من عقر الوجع , وعبراتي تستصرخكِ إقبالا ..
بل حتى خلاياي التي انزوت تنتحب الصبر .. كانت تسأل عنكِ .. وتفتشني كي تظفر بقسماتك لتستكين ..
حتى فجري هذا الصباح كان مندهشآ لغيابكِ .. ويسأل أسراب الليل الراحلة بمحنتي عنكِ ..
وأقنية دمي .. كانت تعبر الأوردة .. علها تجدكِ - صدفة - بين الحنايا ..
يا حبذا هطولكِ يا روضتي المنتعشة بظلال الجوري .. وضحكات الخزامى ..
منذكِ يا بوابتي الفضية إلى الفردوس .. وزفراتي تعوم في بحر خانق من الموت ..
ولولاكِ .. فيما مضى , لظللتُ شريدة الأسقام ولا منفى لي غير أحضانك ..
لبقيتُ .. في طائلة المنايا حتى يواريني الثرى ..
أحبكِ يا ذات النبض الذي .. تشتاقه حواسي حينما تصفعها أظفار السقوط ..
أحبكِ يا أمي .. كثيرا ..