عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2016, 08:08 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
من مقال حسنين كروم وهو يقلي الضوء على بعض جوانب الصعوبات التي يعاني منها الشعب المصري وربما تكون سبب في انفجار شعبي عشوائي كما حدث في بور سعيد :-


«توك توك»

وإلى قضية الشاب صاحب «التوك توك» ودفاع زميلتنا الجميلة في «الأخبار» الحكومية ميرفت شعيب عنه يوم الثلاثاء في عمودها «عطر السنين» بقولها: «خمس دقائق فقط هي مدة حوار سائق التوك توك جعلته شهيرا في يوم وليلة وسجل ملايين المشاهدات خلال ساعات، لأنه لمس أوتار مشكلات الناس بشكل مركز ومفصل في الوقت نفسه، فكان حماسه وأسلوبه السهل الممتنع وتدفقه في التعبير هو ما جذب الناس إليه فقامت الدنيا ولم تقعد ما بين مؤيد لما قاله وبين اتهامه بالتهمة الجاهزة بانتمائه للإخوان، وأنه يحاول زعزعة استقرار البلد. هل كل من يتحدث عن المشكلات أو يوجه نقدا للحكومة يعتبر عدوا للبلد؟ لقد لخص أهم المشكلات في التعليم والصحة والزراعة، وهي أسباب معاناة الشعب، ومن الواضح إنه نال قسطا معقولا من التعليم وفشل في الحصول على عمل فاضطر للعمل سائقا لتوك توك. ومن الطبيعي أن يشعر بالسخط على الأوضاع التي أدت به لهذا العمل العشوائي المهين، ومثله الكثير من الساخطين لكنهم ليسوا أعداء للحكومة ولا يريدون العبث بالاستقرار، ولهذا أثارت كلماته شجوننا إنها كلمات صريحة لشاب مصري غيور على بلاده لا يستحق أن يثور عليه فريق من «الفيسبوك» ويكيلوا إليه الاتهامات مما دفعه للهرب من بيته خوفا من الإيذاء. لقد تكلم بلسان المعاناة مطالبا بالإصلاح الذي لم يفت أوانه بعد. إنه المصري الفصيح الذي يوجز ويضرب المثل في موضعه فلماذا تغضبون منه؟».

«الحرامي أهو»

وأمس الأربعاء وجه زميلنا وصديقنا غالي محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة «المصور» الحكومية نقدا لاذعا لمن تعاطفوا مع سائق «التوك توك» ولم يتعاطفوا مع حرامي البط والأرانب واسمه محمود محمد الذي جاء من قريته إلى قرية تل الكاشف في مركز الزرقا في دمياط وسرق «دكرين بط وأربعة أزواج أرانب» لأنه لم يجد عملا. وقام الأهالي بالقبض عليه وقيدوه بالحبال وزفوه فوق حمار بالمقلوب وطافوا به أنحاء القرية وسط هتافات الأهالي «الحرامي أهو» وقيدوه في عمود نور وانهالوا عليه بالضرب ثم سلموه للشرطة وقال غالي متألما: «عندما شاهدت صور هذا اللص تألمت له إذ تم إيقاع العقاب به في الحال وكبار الحرامية أحرار طلقاء في الأراضي واحتكارات السلع المختلفة، ولعل أبرزها السكر هذه الأيام ولم يتم تجريس هؤلاء ولم يركبوا حمارا بالمقلوب بل على العكس يركبون أفخر السيارات ويحضرون أهم المناسبات ويرعون أكبر الاحتفالات مثلما فعل أحمد الوكيل في رعاية حفل مئة وخمسين سنة برلمان، وهو أكبر محتكر للسكر والأرز. قلبي مع لص البط والأرانب الذي نال العقاب في الحال، وكبار حرامية عصر مبارك يعودون للمشهد السياسي والاجتماعي ولم يقل لهم أحد «الحرامي أهو الحرامي أهو»، بل تتم حماية هؤلاء وكله بالقانون، لذلك كنت أتمنى عدم تسليم حرامي البط إلى الشرطة والعفو عنه وإصلاح أمره، وكنت أتمنى من أهالي قرية تل الكاشف أن يعفوا عنه، خاصة أن هذا اللص اعترف لهم إنه جاء ليسرق البط والأرانب ليقوم ببيعها والاستفادة من العائد المادي بسبب مروره بضائقة مالية منذ فترة ولا يوجد معه أي مبالغ مالية، قلبي مع هذا اللص وكنت أتمنى أن يتعاطف معه رواد المواقع الإلكترونية مثلما تعاطفوا مع سائق «التوك توك»، لكن رواد تلك المواقع لا يدركون ما يفعلون وانحازوا إلى سائق التوك توك رغم إنه لم يأت بجديد لانه قال ما في نفوس الناس وسط تلك الأزمات الصعبة».

فصاحة «الفتى توك توك»

وهكذا سلمنا غالي مرة أخرى إلى سائق التوك توك حيث قام زميلنا في «الأهرام» الدكتور حسن أبو طالب في مقاله الأسبوعي كل أربعاء في «الوطن» بتخيل سائق «التوك توك» وهو يتحدث قائلا: «أنا شاب مصري أصيل معروف بشهرتي «الفتى توكتوك» عندي مركبة صغيرة غالباً مستوردة من الهند أو ربما مجهزة في ورشة لا يعرف عنها أحد شيئاً، وهي غير مرخصة وبدون أرقام مرور، وأكسب ما بين 200 إلى 300 جنيه يومياً حسب الأحوال. أنقل الناس من مكان لمكان أسمع حكاياتهم وشكاواهم وأعرف بعض أسرارهم التي يتحدثون عنها بصوت عال وبدون حذر. أحلم أن أكون مشهوراً مثل محمد رمضان أو ميسي وتكون لديّ فصاحة الفلاح الفصيح أمام الفرعون الجبار، وذكاء ابن البلد الفطري وثقافة الحاصل على نوبل وعلم الدكتور زويل وحكمة سقراط وجدلية ماركس واندفاع لينين وشجاعة ماو وزهو بوتين وغطرسة أردوغان ودهاء الثعلب ومكر ابن آوى وكبرياء الأسد، وهي كلها أحلام بسيطة ولكن الزمن مُعاند، وأهم أحلامي أن يرزقنى الله تعالى بصدفة خير من ألف ميعاد لأظهر على شاشات التلفزيون ألخص أوجاع البلد التي لا يعرفها المُحللون الكبار ولا يعترف بها أي وزير أو مسؤول كبير وأصبح بين عشية وضحاها مشهوراً والكل يتابع كلماتي وتغريداتي

زمن بلا قانون

وأعادنا أمس زميلنا في «الأهرام» الشاعر فاروق جودة إلى حرامي البط قائلا بأسى في عموده اليومي «هوامش حرة»: «شعرت بحزن شديد وأنا أشاهد الشاب البسيط وهو يرتدي ثيابه الممزقة والدم يسيل من جبهته وهو يركب الحمار بالمقلوب ويحيط به سكان القرية في دمياط يضربونه ويعتدون عليه بحجة إنه سرق بطة. الصورة قاسية والرجل يركب الحمار بالمقلوب والحبال تحيط برقبته، سألت من أين جاءت كل هذه القسوة واقتحمت قلوب المصريين، إن الرجل مجرد متهم لم تثبت إدانته بسرقة البطة وهو بريء حتى تتضح الحقيقة، فكيف يحكم عليه المجتمع الظالم ويقرر كل ما لحق به من ألوان العذاب والمهانة. تجمع الأهالي حوله وضربوه ومزقوا ثيابه، إذا كان العقاب الجمعي قد وقع على هذا الإنسان البسيط فأين هذا المجتمع الضاري من آلاف اللصوص الذين لم يسرقوا البط ولكن سرقوا الملايين من دم هذا الشعب ابتداء بلصوص الحديد والخصخصة وانتهاء بلصوص البنوك والقمح؟ أين هذا الشعب من اللصوص الكبار وقد وضعوا همهم في هذا المواطن البسيط في زمن بلا قانون يصبح حرامي البط مجرما كبيرا بينما عشرات اللصوص الكبار مازالوا يمرحون ويعيثون في الأرض فساداً. ذات يوم كان النحاس باشا زعيم الوفد ورئيس وزراء مصر مسافرا إلى الإسكندرية في القطار واتجه إليه شاب وصفعه على وجهه وسارعت قوات الأمن وألقوا القبض على الشاب وطلب منهم النحاس باشا أن يتركوه ولا يعتدي عليه أحد وأخذه من يده وذهب به إلى أقرب قسم للشرطة وحرر له محضراً، هكذا كانت مصر وكان شعبها».

ثورة الغلابة

وإلى ما ينشر ويذاع عن الدعوة لثورة الغلابة في الحادي عشر من الشهر المقبل، وقال عن هذا اليوم وما سيحدث فيه زميلنا في «الشروق» محمد عصمت يوم الثلاثاء في عموده «أوراق»: «أخطر سيناريو يمكن توقعه لأحداث هذا اليوم هو نشوب عدة مظاهرات ترفع شعارات أكثر حدة ضد السلطة، بل ضد الرئيس السيسي نفسه. سوف تتصدى لها الشرطة بكل أساليب العنف المرعية في هذه المناسبات، وقد يفقد البعض حياته خلال هذا المواجهات، وقد يتم اعتقال البعض الآخر وسوف ينتهي اليوم بخيره وشره بدون أن يعيد رسم موازين القوى في حياتنا السياسية الراهنة. أما السيناريو الذي تراهن عليه السلطة فهو أن يمر هذا اليوم بدون مظاهرة واحدة وأن تنجح قوات الأمن في ضبط المحرضين على هذه المظاهرات وأن تفرض سيطرتها على الشوارع بحيث تكون فاعليات هذا اليوم مجرد فرقعة إعلامية لا أكثر ولا أقل. قد تكون الظروف خدمت الداعين لهذا الثورة، خاصة بعد حديث سائق التوك توك حول الأوضاع البائسة في البلد، والذي تلاه محاولة سائق تاكسي الانتحار حرقا في الإسكندرية لظروفه المعيشية الصعبة، إضافة إلى انفجار تصريحات نارية غاضبة أطلقها مواطنون من الفقراء ومتوسطو الدخل صوتا وصورة على العديد من القنوات الخاصة على مواقع الإنترنت، احتجاجا على الغلاء، وكل ذلك أعطى أرضية شعبية للداعين لهذه الثورة، يبدو أنها أثارت أعصاب أحد الخبراء الاستراتيجيين، الذي هدد بوضوح بـ«تصفية» كل من يشارك في فاعليات هذا اليوم… قد لا تكون فاعليات يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني مؤثرة على موازين القوى السياسية في مصر، ولكنه بالتأكيد سيكون اختبارا صعبا لكل الأطراف، قد لا يحمل مفاجآت مدوية، ولكنه بالتأكيد أيضا سيفتح الباب واسعا أمام توقعات بحدوث توترات اجتماعية أكثر صخبا في المستقبل القريب».

انفجارات الجوع عشوائية

أما زميله عبدالله السناوي فقال في العدد نفسه من «الشروق»: ليست هناك «ثورات جياع» تضبط مواعيدها على يوم دون غيره. الجوع لا يحسب ويرتب ويخطط، وانفجاراته عشوائية لا أحد يعرف متى وأين وإلى أي مدى. هذه بديهية بالنظر إلى سوابق التاريخ. في التقدير العام لن يحدث شيء جوهري وخطير في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الموعد المحدد لثورة الجياع. غير أن ذلك لا يعني، عندما يمر اليوم، أن انفجارات الجوع باتت مستبعدة، فقد تحدث في أي لحظة عند أي احتكاك يولد شرارات غضب تمتد كالحريق. بصياغة أخرى، لا دعوات التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي تصنعها ولا صرخات الفزع على شاشات الفضائيات تمنعها. رغم خفوت الدعوة وعدم تبنيها من أي قوى مدنية، فإن تفلت الأعصاب في بعض الدوائر الرسمية وبعض الفضائيات يعكس قلقا زائدا مما قد يحدث… لا يعقل إسناد أي احتجاجات اجتماعية، بغض النظر عن أحجامها، إلى «أهل الشر» لا «أهل الحاجة»، أو إلى نظريات المؤامرة لا حقائق الإخفاق. كما لا يعقل تصور أن التشهير بيناير/كانون الثاني، كأصل كل مؤامرة، يصلح لمواجهة الموقف الصعب، فهو يضرب بقسوة في جذر الشرعية حتى يكاد أن يجتثه. في هيستيريا القلق الزائد جرى التحريض على اعتداءات جسدية بحق شخصيات عامة، ذكرت بالاسم، بتهمة الانتماء إلى «يناير» وتصدر مشاهدها الأولى.
مثل هذا النوع من التحريض رخص سياسي وإعلامي، فضلا عن أن عواقبه تفضى إلى تقويض أي اعتبار للدستور والقانون وحقوق المواطنين في الأمن والسلامة ولفكرة الدولة نفسها. الأخطر أنه يفضي بقانون الفعل ورد الفعل إلى استباحة مضادة وتوفير بيئة حاضنة للعنف وربما الإرهاب. السياسة وحدها هي التي تصنع التوافقات الوطنية التي تحمى وتصون، تصحح وتصوب. إذا لم يتقلص دور الأمن فى الحياة العامة، فإننا داخلون إلى الحائط لا محالة».

الهدوء الخادع

بينما قال أمس الأربعاء زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال»: «سيمر 11-11 كغيره من الأيام لكن المشكلة الكبيرة هي ما بعد هذا اليوم، فلو مر هادئا فلا يعني ذلك استمرار الهدوء، بل ربما يكون الهدوء الخادع، فالتفجرات الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية لما يعد إجراءات صندوق النقد الدولي لن تظهر في يوم وليلة، ولن تترك طبقة أو شريحة إلا وهي خاسرة ومتضررة وساخطة وغاضبة، فالخوف من الذي يجب أن ينتابنا جميعا هو على مصر بعد 12 ـ 11، حيث ستطمئن الحكومة إلى هدوء المشهد المصطنع، وستقرر قراراتها الموجعة والمؤلمة، وسوف يضرب الإحباط السياسيين من أي حركة جماهيرية تصحيحية، ومن ثم لن يكون المجال مفتوحا إلا لغضب غوغائي بلا موعد وبلا توقيت وبلا جهة داعية وبلا أجندة. إن غياب الإصلاح السياسي وتمسك الدولة بالمنهج البوليسي القديم البالي واستمرار سياسة تقديس الرئيس وتفاقم حالة الفصام بين الحكم والواقع إلى ذرى غير مسبوقة والتزام أجهزة الدولة سياسة التخوين وسيلة رخيصة لمواجهة المعارضين».