الموضوع: القصــــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2011, 01:12 AM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصة في القرن العشرين


يرى وليم فوكنر أن الكتّاب غالباً يجربون أقلامهم في الشعر، وحينما يدركون صعوبة ذلك ينتقلون إلى القصة القصيرة، وحينما يخفقون هنا يتوجهون إلى الاستقرار في حضن الرواية.



في النصف الأول من القرن العشرين كُتبت آلاف القصص القصيرة الرائعة التي وضعها غالباً شعراء ومسرحيون وروائيون، أو كتاب قصة قصيرة وحسب. لكن الملاحظ أن القصة القصيرة قد تراجعت في بعض البلدان لمصلحة مناطق أخرى في العالم، فقد أنتجت صقلية مثلاً لويجي بيراندلّو وتشيكوسلوفاكيا كافكا واليابان أكوتاغاوا وريونوسوكه A.Ryunosuke والأرجنتين بورخِس، إضافة إلى أن كبريات المجلات الاختصاصية قد استمرت في التركيز على اكتشاف الأسماء الجديدة الواعدة من جميع أنحاء العالم.



ومع ازدياد أُلفتها صار شكل القصة القصيرة أكثر تنوعاً وتعقيداً، فالأدوات الأساسية اللازمة لبناء القصة خضعت لتغيير ملحوظ. فالحدث الفريد الذي كان يميز غالباً قصة القرن التاسع عشر تراجع في القرن العشرين لمصلحة الراوي الذي انصب اهتمامه على أحداث ثانوية وأمور لا تلفت النظر.



كان الميل نحو التجريب في شكل القصة القصيرة هو المهيمن في القرن العشرين. ومن أبرز التجريبيين إرنست همنغواي في قصته الشهيرة «مكان نظيف حسن الإضاءة» A Clean Well- Lighted Place التي يبدو ظاهرياً أنها لا تقدم أي نوع من الشكل أو الحدث، إلا أن هذا النوع من القصص في واقع الأمر يتمحور حول حدث نفسي داخلي، كما لدى لورنس وكاثرين مانسفيلد وجيمس جويس وغيرهم كثر.



وفي القرن العشرين كله لم يقدم كتاب القصة ذلك الشكل الذي يمكن أن يجيب عن التساؤلات والإشكاليات المتعلقة ببنية القصة structural problems، ولا سيما أن السينما والتلفزيون صارا أقدر على تحقيق متعة الإثارة والدهشة من حيث مركزية الحدث والفعل. ومنذ أن توقفت المجلات الدورية عن نشر القصص الترفيهية للجمهور العريض، صارت القصة القصيرة الشكل الأدبي الأكثر تفضيلاً لدى عدد أصغر من القراء المثقفين.



نبيل الحفار

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)