عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2011, 12:04 AM
المشاركة 25
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

كلام الشهوة



4



عندما لا تكونين هنا

لا أعرف بعدُ أين أنا

البيت فارغ

والستائر تتطاير خارج النوافذ

المفاتيح هنا فوق المائدة

على الأرضية الخشبية، مفتوحةٌ

حقائب أسفار قديمة

بها ملابس غريبة لفرقة مسرحية

عرفت في الماضي نجاحاً باهراً

وبعد ذلك تشتّت أفرادها

في إحدى الليالي

أجمل الممثلات انتحرت على المسرح

عندما لا تكونين هنا

بالخارج الجنود يركضون في الشوارع

ونساء يبكين

ونسمع هدير مركبات مصفّحة

وصفارات الإنذار تنطلق

سيارات الإسعاف تمرّ، تتوقّف

الممرّضون بلباسهم الأبيض

يجمعون الجرحى من على الإسفلت

يحملونني أنا أيضا وينقلونني إلى مستشفى

أبيض تماماً وبلا أسرّة

أقفل العينين مثل طفل محاصر بالأبيض

بقيت ممرّضة في الحديقة

قرب نافورة الماء

ثم انحنت لتجمع بعض الزهور البيضاء

التي أسقطتها الريح كأكاسيا

أنت من تدخلين بسلّة

- رائحة الإجاص الناضج

تعبق بها الحجرة .. تنام؟

يقول صوتك.. تنام وحيداً؟ لا تنتظرني؟

أفتح عيوني.. فإذا بالبيت هنا

وأنا أيضاً.. أرائك حمراء

وأعواد كبريت فوق الطاولة

أيها الضوء الطاهر

أيها الدم الأحمر

أيها الحب أيها الحب



أثينا 16 – 11 – 1980

ترجمة هشام فهمي


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)