عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2022, 11:16 AM
المشاركة 5
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الْبقرة اعْطِيْرَه
لقد فتحت الجرح من جديد وأنت تبحث بتساؤلك المدهش عن السبب في ضياع البلاد؟ هل كان نفوق "أعطيره" سببا في ذلك؟ إنني توقفت عند هذا الحد ولم أرد أن أتجاوزه إلى غيره من التبريرات الأخرى المتداولة من ضعف الجيوش والخيانات المتكررة والنكسات المتتالية التي ضيعت علينا بسمة الفرحة والانتصار. لقد سمعتَ بدون شك عن بقرة بني إسرائيل التي فضحت المستور في الغدر والقتل، وعن ناقة قوم ثمود التي كان عقرها وبالا على قومها في تحد صارخ لمشيئة الله بحسن رعايتها وسقياها. من يدري فقد يكون لهذه البقرة سر من الأسرار لم يعلم به جدك رحمة الله عليه ولا أهل البلدة. ماذا لو هب الجد والأهل لإنقاذها من الموت بدلا من الإسراع بذبحها وتوزيع لحمها على "الجائع والشبعان"؟ ماذا لو استمات أهل البلدة في رعايتها بذلا من نحرها؟ تساؤلات ستظل تتردد بداخلي أنا الذي لم أكن أعلم بأمر هذه البقرة التي تزامن أمر ذبحها مع نكبة 1967 كما جاء في قصك المتميز. إننا لن نعلم سرها كما لم يعلم قوم ثمود بسر الناقة التي أخبرنا الله في كتابه بأمرها عبرة لهم ولنا على جشعنا وبطشنا المتعاظم يوما بعد يوم في تعاملنا مع البشر والحيوان والطبيعة. قصة عميقة بعمق الجرح الذي لم يندمل بعد، أضفت له ندامة جدك وأهل البلدة على تصرفهم الفظ تجاه بقرة تحتضر بعد أن أفنت عمرها في الخدمة بدر الحليب وتكاثر الماشية وحمل الأثقال، ولم ترحم لحظة كانت تحتاج فقط أن تترك لتموت في سلام. كم نحتاج اليوم من البقر كي نعثر على إحداها تكون صلة وصل بيننا وبين السماء هذه المرة لرد الاعتبار ولمسح العار ولتحرير أرضنا السليبة. امتعتنا بنص فريد ومتفرد، دام لك الإشراق والتألق في الشعر والقصة. أخوكم عبد الحميد.
أدهشني حضورك من جديد أستاذنا القدير عبد الحميد سبحان،
لا فضّ فوك،
هي كذلك إذن .. وطنٌ مُضاعٌ وبقرةٌ ذبيحةٌ لم تحظَ حتّى بفرصة المقاومة ..

اللهمّ إليك نشكو ضعف قوّتنا وقلّة حيلتنا وهواننا على النّاس
يا أرحم الرّاحمين


تحياتي واحترامي
وكلّ الحبّ